أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 294 - الجزء 1

  والخامس «ليت» وهو للتمني، وهو: طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه عسر⁣(⁣١) نحو: «ليت الشّباب عائد» وقول منقطع الرجاء «ليت لي مالا فأحجّ منه».

  والسادس «لعلّ» وهو للتوقّع، وعبّر عنه قوم بالترجّي في المحبوب نحو:

  {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً}⁣(⁣٢)، أو الإشفاق في المكروه نحو: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ}⁣(⁣٣)، قال الأخفش: وللتعليل نحو: «أفرغ عملك لعلّنا نتغدّى» ومنه: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ}⁣(⁣٤)، قال الكوفيون: وللاستفهام نحو: {وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}⁣(⁣٥) وعقيل تجيز جرّ اسمها وكسر لامها الأخيرة⁣(⁣٦).

  والسابع «عسى» في لغيّة، وهي بمعنى لعلّ، وشرط اسمه أن يكون ضميرا، كقوله:

  [١٣٢] -

  فقلت: عساها نار كأس وعلّها


= للتشبيه تأتي للتحقيق، وجعلوا منه قوله:

فأصبح بطن مكّة مقشعرّا ... كأنّ الأرض ليس بها هشام

وزعم ابن السيد أنها تأتي للظن إذا كان خبرها فعلا أو ظرفا أو صفة من صفات أسمائها، وزعم أبو الحسين الأنصاري أنها تأتي للتقريب، وزعم أبو علي الفارسي أنها قد تأتي للنفي.

(١) الفرق بين ما لا طمع فيه وما فيه عسر أن الأول يكون مستحيلا في مجرى العادة كرجوع الشباب لمن طعن في السن، والثاني يكون ممكنا في مجرى العادة ولكنه نادر الوقوع، ومن ذلك تفهم أن «ليت» لا تدخل على جملة يكون مضمونها واجب الوقوع، فلا تقول «ليت غدا يجيء».

(٢) سورة الطلاق، الآية: ١.

(٣) سورة الكهف، الآية: ٦.

(٤) سورة طه، الآية: ٤٤.

(٥) سورة عبس، الآية: ٣.

(٦) سيأتي ذلك في باب «حروف الجر» فانظر هناك شرح الشاهد رقم ٢٨٨.

[١٣٢] - هذا صدر بيت من الطويل: وعجزه قوله:

تشكّى فآتي نحوها فأعودها

وهذا البيت من كلام صخر بن العود الحضرمي.