أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 296 - الجزء 1

  وقوله:

  [١٣٣] -

  أقول لها لعلّي أو عساني


[١٣٣] - قد روي هذا عجزا لبيت من الوافر من كلام عمران بن حطان الخارجي، وصدره قوله:

ولي نفس تنازعني إذا ما

وقد روي بيت عمران على وجه آخر، وهو بتمامه:

ولي نفس أقول لها إذا ما ... تنازعني: لعلّي أو عساني

وعلى هذه الرواية يكون ما أنشده المؤلف ملفقا من صدر بيت وعجزه والبيت من شواهد سيبويه (١/ ٣٨٨) ورواه على ما ذكرناه أخيرا، وتبعه في ذلك الأعلم.

اللغة: «تنازعني» أراد أنها تزين له حب الدنيا والخوف من الموت في القتال «لعلي» أراد لعلي أتورط في الملاذ المردية، أو لعلي أنال الشهادة في الحرب فأكون من الفائزين.

الإعراب: «لي» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «نفس» مبتدأ مؤخر «تنازعني» تنازع: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى النفس، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به «إذا» ظرف متعلق بتنازع، مبني على السكون في محل نصب «ما» زائدة «أقول» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «لها» جار ومجرور متعلق بأقول «لعلي» لعل: حرف ترج ونصب، وياء المتكلم اسمه، وخبره محذوف، وتقدير الكلام: لعلي أتورط في مزالق الشرور، مثلا، والجملة في محل نصب مقول القول «أو» حرف عطف «عساني» عسى: حرف ترج ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسمه، وخبره محذوف، وتقديره نظير ما قدرناه في خبر لعل إلّا أنه يقترن بأن المصدرية، وجملة عسى واسمه وخبره في محل نصب معطوفة على جملة لعل واسمه وخبره.

الشاهد فيه: قوله «عساني» فإن عسى فيه حرف بمعنى لعل، وهو إذا كان كذلك لم يستعملوا اسمه إلّا ضميرا كما هنا، وخبره محذوف، وتقدير الكلام «عساني أن أراجع إليها» أو «عساني أن أنال ما أشتهي»، مثلا.

ومن وجوه الاستدلال على أن الضمير الواقع بعد «عسى» في محل نصب مجيء نون الوقاية معه قبل ياء المتكلم كما تقول إنني ولعلني وليتني، ولو كان الضمير خبرا لعسى، وكان عسى فعلا - كما يقول المبرد والفارسي - لكان الشاعر قد اقتصر على الفعل ومنصوبه دون مرفوعه. ولا نظير لذلك في الاستعمال العربي.