هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر
  وأجاز الجمهور «إنّ زيدا لقد قام» لشبه الماضي المقرون بقد بالمضارع لقرب زمانه من الحال، وليس جواز ذلك مخصوصا بتقدير اللام للقسم لا للابتداء، خلافا لصاحب الترشيح، وأما نحو: «إنّ زيدا لقام»، ففي الغرّة أن البصريّ والكوفيّ على منعها إن قدّرت للابتداء، والذي نحفظه أن الأخفش وهشاما أجازاها على إضمار قد.
  الثاني: معمول الخبر، وذلك بثلاثة شروط أيضا: تقدّمه على الخبر، وكونه غير حال، وكون الخبر صالحا للام، نحو: «إنّ زيدا لعمرا ضارب»(١)، بخلاف «إنّ زيدا جالس في الدّار» و «إنّ زيدا راكبا منطلق» و «إنّ زيدا عمرا ضرب» خلافا للأخفش في هذه.
  الثالث: الاسم، بشرط واحد، وهو أن يتأخر عن الخبر، نحو: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً}(٢)، أو عن معموله، نحو: «إنّ في الدّار لزيدا جالس».
  الرابع: الفصل، وذلك بلا شرط، نحو: {إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}(٣)، إذا لم يعرب «هو» مبتدأ.
  فصل: وتتصل «ما» الزائدة بهذه الأحرف إلا «عسى» و «لا»؛ فتكفّها عن العمل، وتهيئها للدخول على الجمل، نحو: {قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ
= اللام على نعم وبئس، ولم يوافق على دخولها على عسى.
(١) وإذا كان الخبر صالحا لدخول اللام وله معمول مستوف شروط دخول اللام عليه جاز ثلاثة أوجه، أولها دخول اللام على معمول الخبر كمثال المؤلف، وثانيها دخول اللام على الخبر، نحو قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} وثالثها أن تدخل اللام على كل من الخبر ومعموله، وقد حكى الكسائي والفرّاء أن العرب يقولون «إني لبحمد اللّه لصالح» وقد أجاز المبرد ذلك، ومنعه الزجاج، تشبيها لهذه الحالة بحالة ما إذا دخلت اللام على اسم إن المتأخر أو على ضمير الفصل فإنها - في هاتين الحالتين - لا تدخل على الخبر.
(٢) سورة النازعات، الآية: ٢٦.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٦٢.