أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 311 - الجزء 1

  واحِدٌ}⁣(⁣١)، و {كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ}⁣(⁣٢)، بخلاف قوله:

  [١٣٧] -

  ولكنّما يقضى فسوف يكون


(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٨.

(٢) سورة الأنفال، الآية: ٦.

[١٣٧] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

فو اللّه ما فارقتكم قاليا لكم

وقد نسب بعض العلماء هذا البيت للأفوه الأودي، وبحثت ديوان الأفوه الأودي فلم أجده فيه، وأنشد أبو علي القالي في أماليه هذا البيت ضمن ثلاثة أبيات رواها عن ابن دريد عن أبي حاتم، ولم يسم قائلها، وانظر الأمالي (١/ ٩٩ ط دار الكتب) وأنشده ياقوت في معجم البلدان (٤/ ٧٧ مصر) رابع أربعة أبيات، ونسبها إلى أبي المطواع بن حمدان يقولها في دمشق.

اللغة: «قاليا» اسم فاعل فعله قلاه يقليه ويقلوه قلى، ومعناه كرهه وأبغضه.

المعنى: يقسم أنه لم يفارق أحبابه عن كراهية لهم أو ملال للعشرة معهم، ولكنه خضوع لأحكام القدر، ونزول على ما قضاه ذو الجلال؛ لأن ما تجري به المقادير لا يمكن التحرز منه، ولا مفر لأحد من وقوعه.

الإعراب: «واللّه» الواو حرف قسم وجر، ولفظ الجلالة مقسم به مجرور بالواو، والجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف «ما» حرف نفي «فارقتكم» فعل ماض وفاعله ومفعوله، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم «قاليا» حال من تاء المتكلم «لكم» جار ومجرور متعلق بقال «ولكنما» الواو حرف عطف، لكن: حرف استدراك ونصب، وما: اسم موصول مبني على السكون في نصب اسم لكن «يقضى» فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع بضمة مقدرة على الألف، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة «فسوف» الفاء زائدة في خبر لكن، وسوف: حرف تنفيس «يكون» فعل مضارع تام مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، والجملة في محل رفع خبر لكن.

الشاهد فيه: في هذا البيت شاهدان للنحاة.

الأول: في قوله: «ولكنما» حيث دخلت لكن على ما الموصولة فلم تكفها عن العمل، بل عملت لكن في «ما» وهي اسمها على ما قررناه في الإعراب. وقد سها المؤلف في =