[فصل: العطف على أسماء هذه الأحرف بعد استيفاء الخبر، وقبله]
[فصل: العطف على أسماء هذه الأحرف بعد استيفاء الخبر، وقبله]
  فصل: يعطف على أسماء هذه الحروف بالنصب: قبل مجيء الخبر، وبعده، كقوله:
  [١٣٩] -
  إنّ الرّبيع الجود والخريفا ... يدا أبي العبّاس والصّيوفا
= في كل ذلك الوقوف عندما سمع من العرب، وذهب الزجاج وابن السراج والزمخشري وابن مالك إلى أن الإعمال جائز في كل هذه الأحرف مع اتصالهن بما الكافة، قياسا لما لم يسمع عن العرب على ما سمع، وذهب الفراء إلى أن الإعمال جائز في لعل إذا اتصلت بما الكافة، لأنها أقرب هذه الأحرف شبها بليت حتى أن بعض النحاة يزعم أن لعل قد تتضمن معنى ليت فتأخذ حكمها، وحمل على هذا الوجه قوله تعالى: {فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى} زعم أن نصب المضارع المقترن بالفاء بسبب تضمن لعل معنى ليت، لأن قبل ذلك {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ} أسباب السماوات والأرض وذهب ابن أبي الربيع إلى أن الإعمال جائز مع لعل وكأن، لقرب كل منهما من ليت، فهذه هي الأقوال التي يشير المؤلف إليها.
[١٣٩] - هذا بيت من الرجز، أو بيتان من مشطوره، وينسب هذا البيت إلى رؤبة بن العجاج، وليس هو بثابت في ديوانه، ولا في زيادات الديوان.
اللغة: «الربيع» أراد بالربيع وبالخريف وبالصيوف - وهو جمع صيف - أمطارهن، وتقول العرب: ربعنا، وخرفنا، وصفنا - بالبناء للمجهول في ثلاثتهن - وهم يريدون أنه قد أصابهم مطر الربيع ومطر الخريف ومطر الصيف، وفصول السنة عندهم أربعة أولها الصيف، وثانيها القيظ، وفيه تكون حمارة القيظ، وثالثها الخريف، ورابعها الشتاء، والصيف هو الذي يسميه أهل العراق الربيع «الجود» - بالجيم مفتوحة وبعدها واو ساكنة فدال مهملة - هو المطر الغزير، ويروى في مكانه «الجون» بالنون في مكان الدال - ومعناه الأسود، والمراد سواد سحابه، كناية عن كثرة مائة؛ لأن السحابة إنما توصف بالسواد إذا كانت حافلة بالماء «أبي العباس» يراد به أبو العباس السفاح الخليفة العباسي.
المعنى: شبه مطر الربيع ومطر الخريف ومطر الصيف بيدي الممدوح في عموم النفع وكثرة ما ينال الناس من نعمه، وهذا من التشبيه المقلوب لقصد المبالغة في وصف الممدوح بالكرم. والأصل تشبيه يديه بالأمطار الواقعة في هذه الأزمنة.
الإعراب: «إن» حرف توكيد ونصب «الربيع» اسم إن «الجود» نعت للربيع «والخريفا» معطوف بالواو على الربيع «يدا» خبر إن مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، وهو =