هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر
= العمومة، ومن الناس من يجعل الخؤولة جمع خال، والعمومة جمع عم.
المعنى: يقول: إنه إذا انتسب إلى أخواله كان له بهم أعظم الفخر، وإذا انتسب إلى أعمامه لم يكن أحد أعلى منه فخرا، يريد أنه كريم النسب من جهتيه.
الإعراب: «ما» حرف نفي «قصرت» قصر: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث «بي، في التسامي» جاران ومجروران يتعلقان بقصر «خؤولة» فاعل قصر، مرفوع بالضمة الظاهرة «لكن» حرف استدراك ونصب «عمي» عم: اسم لكن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وياء المتكلم مضاف إليه «الطيب» خبر لكن وهو مضاف و «الأصل» مضاف إليه «والخال» الواو حرف عطف، الخال: مبتدأ وخبره محذوف، وتقدير الكلام: والخال الطيب الأصل، وجملة المبتدأ وخبره معطوفة بالواو على جملة لكن واسمها وخبرها، فهو على هذا من عطف الجملة على الجملة، وظاهر عبارة ابن مالك وابن هشام تبعا له أن «الخال» معطوف على محل «عمي» عطف مفرد على مفرد.
الشاهد فيه: قوله: «والخال» حيث جاء به مرفوعا بالعطف على محل اسم لكن الذي هو قوله: «عمي» بعد أن جاء بخبر لكن الذي هو قوله: «الطيب الأصل».
وقد أخبرناك في شرح الشاهد السابق أن ظاهر عبارة الناظم في الألفية - ما ذكره ابن هشام تبعا له - أن هذا المرفوع معطوف على محل الاسم المنصوب قبله، عطف مفرد على مفرد، ولكنا أعربنا البيتين على غير هذا الظاهر، لأن مذهب الجمهور ليس كذلك، بل عندهم أن الاسم المرفوع مبتدأ خبره محذوف، والعطف من عطف الجمل، أو المرفوع معطوف على اسم مرفوع قبله، وهو الضمير المستكن في الخبر المتقدم ويكون العطف من باب عطف مفرد على مفرد، وقد ذكر ابن هشام هذا الكلام ونسبه إلى المحققين، بعد أن ذكر ما يفهم من كلام ابن مالك.
وقد وعدناك آنفا بأن نبين لك مذاهب العلماء في هذه المسألة، ونحن نفي لك بهذه العدة، فنقول:
حاصل الأمر أن العرب قد جاؤوا في جملة صالحة من الشواهد بالاسم المسبوق بالواو الشاهد، وثبوت ذلك عن العرب يعترف به النحاة جميعا، ولكنهم يختلفون في تخريجه.
فذهب قوم من البصريين إلى أن هذا الاسم المرفوع معطوف على نفس اسم إن باعتبار أصله، فإنه قد كان مبتدأ مرفوعا لفظا أو تقديرا أو محلا قبل دخول هذا الناسخ عليه، ولا يضر عند هؤلاء زوال الابتداء الذي يطلب الرفع، بالناسخ، وإلى هذا الرأي ذهب -