أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 320 - الجزء 1

  والمحقّقون على أن رفع ذلك ونحوه على أنه مبتدأ حذف خبره، أو بالعطف على ضمير الخبر، وذلك إذا كان بينهما فاصل، لا بالعطف على محل الاسم مثل:

  «ما جاءني من رجل ولا امرأة»، بالرفع، لأن الرافع في مسألتنا الابتداء وقد زال بدخول الناسخ.

  ولم يشترط الكسائيّ والفراء الشرط الأول تمسّكا، بنحو: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ}⁣(⁣١)، وبقراءة بعضهم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}⁣(⁣٢) وبقوله:

  [١٤٢] -

  فإنّي وقيّار بها لغريب


= من هذه الأقوال متفقون على جواز القول الأول، ومن قال بالاستئناف أو بالعطف على الموضع قدر له خبرا محذوفا مثل خبر الأول، وعلى هذه المذاهب يفرع اختلافهم هل هذا العطف من عطف الجمل أم المفردات؛ فمن زعم أنه مرفوع بالابتداء والخبر وما عملت فيه، اعتقد أنه من عطف المفردات» اه. المقصود منه.

(١) سورة المائدة، الآية: ٦٩.

(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٥٦.

[١٤٢) هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

فمن يك أمسى بالمدينة رحله

وهذا البيت أول أربعة أبيات رواها أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كامله ونسبها إلى ضابئ بن الحارث البرجمي، يقولها وهو محبوس في المدينة على زمن أمير المؤمنين ذي النورين عثمان بن عفان ¥!.

اللغة: «رحله» الرحل - بفتح الراء وسكون الحاء المهملة - المنزل، وروي في مكانه «رهطه» ورهط الرجل - بفتح فسكون - أهله وقبيلته الأقربون «قيار» بفتح القاف وتشديد الياء المثناة - ذكر العيني أنه اسم رجل، وهذا غير ما قاله العلماء الأثبات، فقد ذكر أبو زيد في نوادره أنه اسم جملة، ونقل عن الخليل بن أحمد أنه اسم فرس له.

المعنى: يتحسر على غربته، ويتحزن على بعده عن أهله وقرابته، ويقول: إذا كان كل واحد من الناس قد أمسى بين خلانه وعشيرته فإني غريب في بلد ناء عن الأهل والرفاق.

الإعراب: «من» اسم شرط جازم مبتدأ، مبني على السكون في محل رفع «يك» فعل =