[فصل: تخفف إن المكسورة فيكثر إهمالها]
  وخرج على أن الأصل «وأنت معي» والجملة حالية، والخبر قوله «في بلدة»(١).
[فصل: تخفف إن المكسورة فيكثر إهمالها]
  فصل: تخفّف «إنّ» المكسورة لثقلها، فيكثر إهمالها لزوال اختصاصها نحو:
  {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ}(٢)، ويجوز إعمالها استصحابا للأصل، نحو:
  {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}(٣)، وتلزم لام الابتداء بعد المهملة(٤) فارقة بين الإثبات والنفي، وقد تغني عنها قرينة لفظية، نحو: «إن زيد لن يقوم»، أو معنويّة، كقوله:
= والمجرور، الذي هو قوله: «في بلدة».
(١) صاحب الحال هو الضمير المستكن في الجار والمجرور الذي هو قوله «في بلدة» والعامل في الحال هو نفس الجار والمجرور، وهو العامل في صاحب الحال.
وهذا التخريج الذي ذكره المؤلف لهذا البيت هو تخريج ابن مالك، وقد اعترضه جماعة من العلماء بأنه لزم على هذا التخريج تقديم الحال على عاملها، ومن النادر تقديم الحال على عاملها إذا كان العامل ظرفا أو جارا ومجرورا، وابن مالك نفسه يصرح في كتبه كلها بندور ذلك، ومن ذلك قوله في الألفية «وندر نحو سعيد مستقرا في هجر» ولهذا رأى قوم أن خيرا من ذلك أن يكون صاحب الحال هو ياء المتكلم الواقعة اسما لليت، ويكون العامل في الحال وفي صاحبها هو ليت، وهو متقدم على الحال، فافهم ذلك.
(٢) سورة يس، من الآية: ٣٢، وإن: مخففة من الثقيلة، وكل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، واللام في «لما» لام الابتداء، وما: زائدة، وجميع خبر المبتدأ، ومعناه مجموعون، ومحضرون: نعت.
(٣) سورة هود، الآية: ١١، وإن مخففة من الثقلية، وكلّا: اسم إن واللام من «لما» لام الابتداء، وما: اسم موصول خبر ما، وجملة ليوفينهم لا محل لها من الإعراب جواب لقسم محذوف.
(٤) اختلف النحاة في هذه اللام، فذهب سيبويه والأخفشان وأكثر البغداديين إلى أنها لام الابتداء، وذهب أبو علي الفارسي، وابن جني، وابن أبي العافية، وابن أبي الربيع إلى أنها لام أخرى اجتلبت للفرق بين النفي والإثبات، واستدلوا على ذلك بأنها لو كانت لام الابتداء لبقي لها اختصاصها فلم تدخل إلّا على ما أصله مبتدأ أو خبر. لكنها تدخل على المفعول به كما في «إن قتلت لمسلما» (ش ١٤٧).