أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 332 - الجزء 1

  فضرورة.

  ويجب في خبرها: أن يكون جملة، ثم إن كانت اسمية أو فعلية فعلها جامد أو دعاء لم تحتج لفاصل نحو: {وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣(⁣١)، {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى}⁣(⁣٢)، {وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها}⁣(⁣٣)، ويجب الفصل في غيرهن⁣(⁣٤) بقد، نحو: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا}⁣(⁣٥)، أو تنفيس نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}⁣(⁣٦)، أو نفي بلا، أو لن، أو لم، نحو: وحسبوا أن لا تكون فتنة⁣(⁣٧)،


(١) سورة يونس، الآية: ١٠، وهذه الآية الكريمة مثال للخبر الواقع جملة اسمية.

(٢) سورة النجم، الآية: ٣٩، ومثل هذه الآية الكريمة قول أبي مرة المكي:

أضعف وجدي وزاد في سقمي ... أن لست أشكو الهوى إلى أحد

(٣) سورة النور، الآية: ٩، وهذه الآية الكريمة مثال لمجيء الخبر جملة دعائية، والدعاء إما أن يكون بشر كما في هذه الآية، وإما أن يكون بخير، ومثاله وقوله تعالى: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها}

(٤) دعاهم إلى التزام الفصل بين أن المفتوحة المخففة من الثقيلة وبين خبرها إذا لم يكن جملة اسمية أو فعلية فعلها جامد أو دعاء بواحد من الفواصل التي ذكرها أمران: أولهما أن يكون لك الفصل عوضا مما فقدته، وذلك لأنهم خففوها وحذفوا اسمها، وثانيهما:

مخافة الالتباس بأن المصدرية وذلك كما التزموا اللام مع المكسورة دفعا للالتباس بأن النافية، ولما كانت أن المصدرية لا تدخل على الجملة الاسمية ولا على الفعل الجامد، ولا على فعل الدعاء، لم يجيئوا بفاصل مع هذه الأنواع الثلاثة لأنهم بمأمن من الالتباس الذي يحذرونه، فكان علم المخاطب بأن هذا المكان مما لا تأتي فيه أن المصدرية كافيا عندهم، فلم يحتاجوا معه إلى دليل آخر.

(٥) سورة المائدة، الآية: ١١٣.

(٦) سورة المزمل، الآية: ٢٠، وحرف التنفيس هو السين أو سوف، وقد استشهد المؤلف للسين بالآية الكريمة، وشاهد سوف قول الشاعر:

واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كلّ ما قدرا

وقول قيس بن رفاعة:

فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار

(٧) سورة المائدة، الآية: ٧١