أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 333 - الجزء 1

  {أَ يَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}⁣(⁣١)، {أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}⁣(⁣٢)، أو لو، نحو:

  {أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ}⁣(⁣٣)، ويندر تركه، كقوله:

  [١٤٩] -

  علموا أن يؤمّلون فجادوا


(١) سورة البلد، الآية: ٥.

(٢) سورة البلد، الآية: ٧.

(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٠٠.

[١٤٩] - هذا صدر بيت من الخفيف، وعجزه قوله:

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل

وهذا البيت من الشواهد التي لا يعلم قائلها.

الإعراب: «علموا» فعل وفاعل «أن» حرف توكيد ونصب مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف «يؤملون» فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة نائب الفاعل، والجملة في محل رفع خبر «أن» المخففة «فجادوا» فعل وفاعل «قبل» ظرف متعلق بجاد «أن» مصدرية «يسألوا» فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعل، وقبل مضاف و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور مضاف إليه «بأعظم» جار ومجرور متعلق بجاد، وأعظم مضاف و «سؤل» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله: «أن يؤملون» حيث استعمل فيه «أن» المخففة من الثقيلة وأعملها في الاسم الذي هو ضمير الشأن المحذوف، وفي الخبر الذي هو جملة «يؤملون» ومع أن جملة الخبر فعلية فعلها متصرف غير دعاء لم يأت بفاصل بين «أن» وجملة الخبر.

والاستشهاد بهذا البيت إنما يتم على مذهب الجمهور الذين يذهبون إلى أن «أن» الساكنة النون الواقعة بعد علم غير مؤول بالظن تكون مخففة موضعا يخصها، وأوجبا الفصل بواحد من الأمور التي ذكرها المؤلف للتفرقة فإنهما ينكران أن تكون «أن» في هذا البيت مخففة من الثقيلة، ويزعمان أنها هي المصدرية التي تنصب المضارع، وأنها لم تنصبه هنا كما لم تنصبه في قول الشاعر:

أن تقرآن على أسماء ويحكما ... منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا

وكما لم تنصبه في قول اللّه تعالى: {لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ} في قراءة من قرأ برفع «يتم» إلّا أن يقال: إنه لا يجوز على مذهبهما أيضا أن تكون «أن» في البيت الشاهد مصدرية مهملة، من قبل أن الشاعر قد قال بعد ذلك «قبل أن يسألوا» فنصب الفعل =