[شروط إعمالها هذا العمل]
الجزء الثاني
  
هذا باب «لا» العاملة عمل إنّ(١):
[شروط إعمالها هذا العمل]
  وشرطها: أن تكون نافية، وأن يكون المنفيّ الجنس، وأن يكون نفيه نصّا، وأن لا يدخل عليها جار، وأن يكون اسمها نكرة، متصلا بها، وأن يكون خبرها أيضا
(١) قد علمت فيما مضى أن «لا» التي ترفع الاسم وتنصب الخبر قد أشبهت ليس في المعنى فعملت عملها، وههنا أمر ان لا بد لنا من أن ننبهك إليهما:
الأمر الأول: خلاصته أن لا النافية للجنس هذه أشبهت إن في أربعة أمور، أحدها أن كلّا منهما يختص بالدخول على الجمل الاسمية، وثانيها أن كلّا منهما للتأكيد، فلا لتأكيد النفي، وإن لتأكيد الإثبات، وثالثها أن كلّا منهما له صدر الكلام فلا يقع حشوا، ورابعها لا نقيضة إن، والشيء قد يحمل على نقيضه كما يحمل على مماثله، فقد حملوا «رضي» على «سخط» الذي هو ضده في المعنى، فعدوه بعلى مع أن أصله أن يتعدى بعن كما في قوله تعالى {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} ومن الحمل قول الشاعر:
إذا رضيت عليّ بنو قشير ... لعمر اللّه أعجبني رضاها
الأمر الثاني: أن عمل لا لما كان بالحمل على إن انحطت لا عن إن في قوة العمل، وترتب على ذلك عدة أمور: منها أن اسم إن يكون مذكورا ويكون محذوفا، بخلاف اسم لا فإنه يتعين أن يكون مذكورا، ومنها أن اسم إن يكون معرفة ويكون نكرة، فأما اسم لا فإنه يتعين أن يكون نكرة، ومنها أن خبر إن يجوز أن يتقدم على اسمها إذا كان جارا ومجرورا، فأما خبر لا فيتعين تأخيره عن الاسم ولو كان جارا ومجرورا، ومنها أن اسم إن ينون إن كان معربا منصرفا، فاحفظ كل ذلك ولا تنسه.