[شروط إعمالها هذا العمل]
  نكرة، نحو: «لا غلام سفر حاضر».
  فإن كانت غير نافية لم تعمل، وشذّ إعمال الزائدة في قوله:
  [١٥٤] -
  لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها ... إذا للام ذوو أحسابها عمرا
[١٥٤] - هذا بيت من البسيط، وهو من كلمة للفرزدق همام بن غالب يهجو فيها عمر بن هبيرة الفزاري.
اللغة: «غطفان» اسم أبي قبيلة، وهو الجد الأعلى لفزارة «للام» لام: فعل ماض من اللوم، وهو العذل والتعنيف «أحسابها» الأحساب: جمع حسب - بفتح الحاء والسين المهملتين - وهو ما يعد من المآثر، قال ابن الأثير: الحسب في الأصل: الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخره، وقيل: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف، والشرف والمجد لا يكونان إلّا بالآباء.
المعنى: يهجو غطفان كلها من أجل عمر الذي وجه إليه الخطاب بالهجاء، ويقول:
إنهم قوم كثير والذنوب معروفون بذلك، فهم لا يخشون على أنفسهم معرة الهجاء، لأن العرض المثلوم لا يخاف صاحبه عليه، ولو كانوا ممن لا ذنب له لخشوا فضيحة هجائي فصدوا عمر عن أن يتعرض لي، لكنهم لما تركوه وشأنه وخلوا بينه وبين التعرض لي - مع علمهم بما يترتب على ذلك من هجائي له - دلوا على أنهم لا يخافون، ودل ذلك على أن ذنوبهم أكثر من أن يحصيها العد.
الإعراب: «لو» شرطية غير جازمة «لم» حرف نفي وجزم وقلب «تكن» فعل مضارع ناقص مجزوم بلم «غطفان» اسم تكن «لا» زائدة «ذنوب» اسم لا الزائدة «لها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا الزائدة وجملة لا الزائدة مع اسمها وخبرها في محل نصب خبر تكن «إذن» حرف جواب وجزاء واقع في جواب لو «للام» هذه اللام هي التي تكون في جواب لو، وهي ههنا مؤكدة، لام: فعل ماض «ذوو» فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف وأحساب من «أحسابها» مضاف إليه، وهو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى غطفان مضاف إليه «عمرا» مفعول به للام منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه: قوله «لا ذنوب لها» فإن كلمة «لا» فيها زائدة لا تدل على النفي، وكان من حق ما بعدها أن يرتفع بالابتداء، ولكنه - مع ذلك - أعملها في الاسم فبناه على الفتح كما ترى. =