هذا باب «لا» العاملة عمل إن:
  الخامس: فتح الأول ونصب الثاني، كقوله:
  [١٦٤] -
  لا نسب اليوم ولا خلّة
= ويروى عجزه على وجه آخر، وهو:
ولا غول ولا فيها مليم
اللغة: «لغو» أي: قول باطل، وما لا يعتد به من الكلام «تأثيم» هو مصدر أثمته بمعنى نسبته إلى الإثم بأن قلت له يا آثم، يريد أن بعضهم لا ينسب بعضا إلى الإثم لأنهم لا يفعلون ما يصحح نسبتهم إليه «حين» هلاك وفناء «مليم» بضم الميم، وهو الذي يفعل ما يلام عليه «ساهرة» هي وجه الأرض، يريد لحم حيوان البر.
الإعراب: «فلا» نافية ملغاة «لغو» مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «ولا» الواو عاطفة، لا:
نافية للجنس تعمل عمل إن «تأثيم» اسمها مبني على الفتح في محل نصب «فيها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر «لا» وخبر المبتدأ محذوف يدل عليه خبر «لا» هذا، ويجوز عكس ذلك، فيكون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف خبر المبتدأ ويكون خبر «لا» هو المحذوف، وعلى أية حال فإن الواو قد عطفت جملة «لا» مع اسمها وخبرها على جملة المبتدأ والخبر «وما» اسم موصول مبتدأ «فاهوا» فعل وفاعل، والجملة منهما لا محل لها صلة الموصول «به» جار ومجرور متعلق بفاهوا «أبدا» منصوب على الظرفية ناصبة فاهوا أو مقيم «مقيم» خبر المبتدأ، ويجوز أن تكون لا الأولى نافية عاملة عمل ليس، ولغو: اسمها، وخبرها محذوف يدل عليه خبر لا الثانية العاملة عمل إن، أو خبر الأولى هو المذكور بعد، وخبر الثانية محذوف يدل عليه خبر الأولى، وتكون الواو قد عطفت جملة لا الثانية العاملة عمل إن على جملة لا الأولى العاملة عمل ليس.
الشاهد فيه: قوله «فلا لغو ولا تأثيم» حيث ألغى «لا» الأولى أو أعملها عمل ليس، فرفع الاسم بعدها، وأعمل «لا» الثانية عمل «إن على ما بيناه في إعراب البيت.
[١٦٤] - هذا صدر بيت من السريع، وأكثر النحاة يروون عجزه هكذا:
وسع الخرق على الرّاقع
والبيت لأنس بن العباس بن مرداس، وقيل: بل هو لأبي عامر جد العباس بن مرداس، والذين يروون عجز البيت على ما ذكرناه يروون بعده:
كالثّوب إذ أنهج فيه البلى ... أعيا على ذي الحيلة الصّانع
وروى أبو علي القالي صدر هذا البيت مع عجز آخر، وهو:
اتّسع الخرق على الرّاتق
=