أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب «لا» العاملة عمل إن:

صفحة 21 - الجزء 2

  وهو أضعفها حتى خصّه يونس وجماعة بالضرورة كتنوين المنادى، وهو عند غيرهم على تقدير «لا» زائدة مؤكّدة، وأن الاسم منتصب بالعطف.


= من كلمة قافية، وقبله في روايته قوله:

لا صلح بيني - فاعلموه - ولا ... بينكم، ما حملت عاتقي

سيفي، وما كنّا بنجد، وما ... قرقر قمر الواد بالشّاهق

اللغة: «خلة» بضم الخاء وتشديد اللام - هي الصداقة، وقد تطلق الخلة على الصديق نفسه، كما في قول رجل من بني عبد القيس، وهو أحد شعراء الحماسة:

ألا أبلغا خلّتي راشدا ... وصنوي قديما، إذا ما تصل

«الراقع» ومثله «الراتق» الذي يصلح موضع الفساد من الثوب «أنهج» أخذ في البلى «أعيا» صعب، وشق، واشتد «العاتق» موضع الرداء من المنكب «قرقر» صوت، وصاح «قمر» يجوز أن يكون جمع أقمر، فوزانه وزان أحمر وحمر وأصفر وصفر، ويجوز أن يكون جمع قمري، كروم في جمع رومي «الشاهق» الجبل المرتفع.

الإعراب: «لا» نافية للجنس «نسب» اسمها، مبني على الفتح في محل نصب «اليوم» ظرف متعلق بمحذوف خبرها «ولا» الواو عاطفة، ولا: زائدة لتأكيد النفي «خلة» معطوف على «نسب» بالنظر إلى محل اسم «لا» الذي هو النصب «اتسع» فعل ماض «الخرق» فاعل «على الراقع» جار ومجرور متعلق بقوله «اتسع».

الشاهد فيه: قوله: «ولا خلة» حيث نصب على تقدير أن تكون «لا» زائدة للتأكيد، ويكون «خلة» معطوفا بالواو على محل اسم «لا» - وهو قوله «نسب» - عطف مفرد على مفرد، وهذا هو الذي يحمل جمهور النحويين نصب الاسم الثاني عليه، واختاره ابن مالك.

وقال يونس: إن «لا» في قوله: «ولا خلة» نافية للجنس عاملة عمل إن، وإن «خلة» اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، ولكنه نونه للضرورة، وبناؤه على الفتح عنده على أن «لا» الثانية عاملة عمل «إن» مثل الأولى كما أعلمتك، وخبرها محذوف يرشد إليه خبر الأولى، والتقدير «ولا خلة اليوم» والواو قد عطفت جملة «لا» الثانية مع اسمها وخبرها على جملة لا الأولى مع اسمها وخبرها.

وهو كلام لا متمسك له، بل يجب ألا يحمل عليه الكلام، لأن الحمل على وجه يستتبع الضرورة لا يجوز متى أمكن الحمل على وجه سائغ لا ضرورة معه.

وقال الزمخشري في مفصله: إن «خلة» مفعول به منصوب بفعل مضمر، وليس معطوفا =