أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[العطف على اسم لا من غير أن تكررها]

صفحة 22 - الجزء 2

[العطف على اسم لا من غير أن تكررها]

  فإن عطفت ولم تكرر «لا» وجب فتح الأول، وجاز في الثاني النصب والرفع، كقوله:

  [١٦٥] -

  فلا أب وابنا مثل مروان وابنه


= على لفظ اسم لا، ولا على محله، والتقدير عنده: لا نسب اليوم ولا تذكر خلة، وهو تكلف لا مقتضي له.

[١٦٥] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

إذا هو بالمجد ارتدى وتأزّرا

وقد نسب النحاة هذا البيت إلى رجل من بني عبد مناة يمدح فيه مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان، ولم يعينوا القائل، والبيت من شواهد سيبويه (١/ ٣٤٩) ولم ينسبه أحد من شراحه.

اللغة: «المجد» هو العز والشرف وكرم النجار، ورجل ماجد: شريف كريم المحتد «ارتدى» أصل معناه لبس الرداء، والرداء: اسم لما يستر النصف الأعلى من الإنسان «تأزر» أصل معناه لبس الإزار، والإزار: اسم لما يستر النصف الأسفل من الإنسان، وقد كنى الشاعر بارتدائه المجد واتزاره به عن ثبوت هذه الصفة له، نظير قولهم:

المجد بين برديه، والوقار في ثوبه، والحلم تحت عمامته، والكمال في قبة ضربت عليه، ونحو ذلك.

الإعراب: «لا» نافية للجنس «أب» اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب «وابنا» الواو حرف عطف، ابنا: معطوف على محل اسم لا، والمعطوف على المنصوب منصوب «مثل» يجوز فيه النصب والرفع: أما النصب فعلى أن يكون صفة لاسم لا وما عطف عليه، وعلى هذا يكون خبر لا محذوفا والتقدير: لا أب وابنا مماثلين لمروان وابنه موجودان، وأما الرفع فعلى أن يكون خبر لا، وهو على كل حال مضاف و «مروان» مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون «وابنه» الواو حرف عطف، ابن: معطوف على مروان، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى مروان مضاف إليه «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الشرط «هو» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والتقدير: إذا ارتدى، وجملة الفعل المحذوف وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها «بالمجد» جار ومجرور متعلق بذلك الفعل المحذوف «ارتدى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مروان، والجملة من ارتدى المذكور وفاعله لا محل لها من الإعراب مفسرة =