أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: وصف اسم لا]

صفحة 23 - الجزء 2

  ويجوز «وابن» بالرفع، وأما حكاية الأخفش «لا رجل وامرأة» - بالفتح - فشاذة⁣(⁣١).

[فصل: وصف اسم لا]

  فصل: وإذا وصفت النكرة المبنيّة بمفرد متّصل جاز فتحه على أنه ركّب معها قبل مجيء «لا» مثل «خمسة عشر»، ونصبه مراعاة لمحلّ النكرة، ورفعه مراعاة لمحلها مع لا، نحو: «لا رجل ظريف فيها» ومنه: «ألا ماء ماء باردا عندنا» لأنه يوصف بالاسم إذا وصف، والقول بأنه توكيد خطأ.

  فإن فقد الإفراد نحو: «لا رجل قبيحا فعله عندنا» أو «لا غلام سفر ظريفا عندنا» أو الاتصال نحو: «لا رجل في الدّار ظريف» أو «لا ماء عندنا ماء باردا» امتنع


= «وتأزرا» الواو حرف عطف، تأزر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه، والألف للإطلاق، والجملة لا محل لها معطوفة على الجملة التفسيرية، وكأنه لما كان الابن تابعا للأب جعل الحديث عن الأب وحده اكتفاء به، وإلّا فقد كان عليه أن يقول: إذا هما ارتديا بالمجد وتأزرا به، وهذا معنى قول الأعلم: «وجعل الخبر عن أحدهما وهو يعنيهما اختصارا، لعلم السامع» اه.

الشاهد فيه: قوله: «لا أب وابنا» حيث عطف على اسم لا النافية للجنس، ولم يكرر لا، وجاء بالمعطوف منصوبا، ووجهه أنه عطفه على محل اسم لا النافية للجنس كله وحده، فإنه مبني على الفتح في محل نصب على ما علمت، ويجوز الرفع في هذا المعطوف عند سيبويه، ووجهه أن يكون معطوفا على محل لا مع اسمها، فإنهما معا عنده في محل رفع بالابتداء.

(١) وجه ما حكاه الأخفش أن يكون قولهم «امرأة» اسما للا النافية للجنس، وقد حذفت «لا» وبقي أثرها، وهو البناء على الفتح، ووجه شذوذ هذا أن فيه حذف الحرف وبقاء عمله، وقد علمت أن الحرف في ذاته عامل ضعيف، كما علمت من الذي ذكرناه في صدر هذا الباب أن عمل «لا» مرة بالحمل على إن، ومرة بالحمل على ليس، فلا فرع أو فرع فرع، ومن شأن الفرع أن يكون ضعيفا، ومن شأن العامل الضعيف ألا يعمل إلا وهو مذكور، ولهذا كان حذف حرف الجر وبقاء عمله من غير أن ينوب شيء منابه ضعيفا، وكان حذف أن الناصبة للمضارع وبقاء عملها من غير أن يحل محلها شيء ضعيفا أيضا، وكان حذف الجازم وبقاء عمله ضعيفا أيضا. =