أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: دخول الهمزة على لا لا يغير حكمها]

صفحة 24 - الجزء 2

  الفتح، وجاز الرفع والنصب، كما في المعطوف بدون تكرار «لا»، وكما في البدل الصالح لعمل «لا» فالعطف نحو: «لا رجل وامرأة فيها»، والبدل نحو: «لا أحد رجل وامرأة فيها»، فإن لم يصلح له فالرّفع نحو: «لا أجد زيد وعمرو فيها» وكذا في المعطوف الذي لا يصلح لعمل «لا» نحو: «لا امرأة فيها ولا زيد».

[فصل: دخول الهمزة على لا لا يغير حكمها]

  فصل: وإذا دخلت همزة الاستفهام على «لا» لم يتغير الحكم.

  ثم تارة يكون الحرفان باقيين على معنييهما، كقوله:

  [١٦٦] -

  ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد


[١٦٦] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

إذا ألاقي الّذي لاقاه أمثالي

وقد نسب هذا البيت لمجنون بني عامر قيس بن الملوح، والذين نسبوه إليه قد رووا صدره على وجه آخر، وهو:

ألا اصطبار لليلى ...

اللغة: «اصطبار» تصبر وتجلد وسلوان واحتمال «لاقاه أمثالي» كناية عن الموت.

المعنى: ليت شعري إذا أنا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت أيمتنع الصبر على سلمى أم يبقى لها تجلدها وصبرها؟.

الإعراب: «ألا» الهمزة للاستفهام، ولا: نافية للجنس «اصطبار» اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب «لسلمى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر «لا» «أم» عاطفة «لها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «جلد» مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على جملة «لا» واسمها وخبرها «إذا» ظرفية «ألاقي» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة في محل جر بإضافة «إذا» إليها «الذي» اسم موصول مفعول ألاقي «لاقاه» لاقى: فعل ماض، والهاء مفعول به «أمثالي» أمثال: فاعل ألاقي، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها صلة الموصول.

الشاهد فيه: قوله: «ألا اصطبار» حيث عامل «لا» بعد دخول همزة الاستفهام مثل ما كان يعاملها قبل دخولها، والمراد من الهمزة الاستفهام، ومن «لا» النفي، فيكون معنى الحرفين معا الاستفهام عن النفي. =