[فصل: دخول الهمزة على لا لا يغير حكمها]
  وهو قليل، حتى توهّم الشّلوبين أنه غير واقع.
  وتارة يراد بهما التوبيخ، كقوله:
  [١٦٧] -
  ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته
= وبهذا البيت يندفع ما ذهب إليه الشلوبين من أن الاستفهام عن النفي لا يقع في كلام العرب، وكون الحرفين معادلين على الاستفهام عن النفي في هذا البيت مما لا يرتاب فيه أحد، لأن مراد الشاعر أن يسأل: أينتفي عن محبوبته الصبر إذا مات فتجزع عليه أم يكون لها جلد وتصبر؟ ومن أمثال العرب قولهم «أفلا قماص بالعير؟» حكاه ابن منظور عن سيبويه، والقماص - بكسر القاف على المشهور، وقد تضم، وقد تفتح - هو ألا يستقر في موضع فتراه يثب من مكانه من غير صبر، والعير - بفتح فسكون - الحمار، ورواه ابن منظور «بالبعير» والاستفهام في هذا المثل عن عدم القماص حتى يطمئن إلى ركوبه، وهذا ظاهر بأدنى تأمل.
[١٦٧] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
وآذنت بمشيب بعده هرم
وهذا البيت لم ينسبه أحد ممن استشهد به فيما بين أيدينا من المراجع.
اللغة: «ارعواء» أي: انتهاء، وانكفاف، وانزجار، وهو مصدر ارعوى يرعوي، أي كف عن الأمر وتركه «آذنت» أعلمت «ولت» أدبرت «مشيب» شيخوخة وكبر «هرم» فناء للقوة وذهاب للفتاء ودواعي الصبوة.
المعنى: أفما يكف عن المقابح ويدع دواعي النزق والطيش هذا الذي فارقه الشباب وأعلمته الأيام أن جسمه قد أخذ في الاعتلال وسارعت إليه أسباب الفناء والزوال؟!.
الإعراب: «ألا» الهمزة للاستفهام، ولا: نافية للجنس، وقصد بالحرفين جميعا التوبيخ والإنكار «ارعواء» اسم لا «لمن» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر «لا» ومن: اسم موصول «ولت» ولى: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث «شبيبته» شبيبة: فاعل ولت، وشبيبة مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة لا محل لها صلة الموصول «وآذنت» الواو عاطفة، آذن: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى شبيبته «بمشيب» جار ومجرور متعلق بآذنت «بعده» بعد: ظرف زمان متعلق بمحذوف، خبر مقدم، وبعد مضاف والهاء ضمير المشيب مضاف إليه «هرم» مبتدأ مؤخر، والجملة في محل جر صفة لمشيب. =