أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب «لا» العاملة عمل إن:

صفحة 26 - الجزء 2

  وهو الغالب.

  وتارة يراد بهما التّمنّي، كقوله:

  [١٦٨] -

  ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه


= الشاهد فيه: قوله: «ألا ارعواء» حيث أبقى للا النافية عملها الذي تستحقه مع دخول همزة الاستفهام عليها، مع أنه قصد بالحرفين جميعا التوبيخ والإنكار.

ولم يرتض الدماميني أن الحرفين الهمزة ولا يدلان معا على الإنكار التوبيخي، وذكر أن المفيد للإنكار التوبيخي هو الهمزة وحدها، و «لا» بعد الهمزة دالة على النفي، فيكون كل حرف منهما دالّا على ما اختص به، أي أن معنى «ألا ارعواء» التوبيخ على عدم الارعواء والإنكار على من لم يرعو وينكف عن الميل إلى دواعي الصبا.

[١٦٨] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

فيرأب ما أثأث يد الغفلات

وقد احتج بهذا البيت جماعة من النحاة، ولم ينسبه أحدهم إلى قائل معين.

اللغة: «ولى» أدبر، وذهب «فيرأب» يجبر، ويصلح «أثأث» فتقت وصدعت وشعبت وأفسدت، تقول: رأب فلان الصدع، ورأب فلان الإناء، إذا أصلح ما فسد منهما، وقال الشاعر:

يرأب الصّدع والثّأى برصين ... من سجايا آرائه ويغير

(يغير - بفتح ياء المضارعة - بمعنى يمير: أي يمون الناس).

الإعراب: «ألا» كلمة واحدة للتمني، ويقال: الهمزة للاستفهام، وأريد بها التمني، ولا: نافية للجنس، وليس لها خبر لا لفظا ولا تقديرا «عمر» اسمها «ولى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا، والجملة في محل نصب صفة لعمر «مستطاع» خبر مقدم «رجوعه» رجوع: مبتدأ مؤخر، ورجوع مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة في محل نصب صفة ثانية لعمر «فيرأب» الفاء للسببية، يرأب: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية في جواب التمني، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى عمر «ما» اسم موصول مفعول به ليرأب «أثأث» فعل ماض، والتاء تاء التأنيث «يد» فاعل أثأى، ويد مضاف و «الغفلات» مضاف إليه، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره أثأته.

الشاهد فيه: قوله: «ألا عمر» حيث أريد من همزة الاستفهام مع «لا» مجرد التمني؛ وهذا كثير في كلام العرب. ومما يدل على كون «ألا» للتمني في هذا البيت نصب =