[أفعال هذا الباب نوعان، وعدد كل نوع، وشواهدها]
هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين(١)
[أفعال هذا الباب نوعان، وعدد كل نوع، وشواهدها]
  أفعال هذا الباب نوعان: أحدهما أفعال القلوب، وإنما قيل لها ذلك لأن معانيها قائمة بالقلب، وليس كلّ قلبي ينصب المفعولين، بل القلبي ثلاثة أقسام: ما
= استثناء، ولفظ الجلالة بدل من الضمير المستكن في خبر لا، وللزمخشري في إعراب هذه الجملة كلام طويل دارت حوله مناقشات كثيرة لا نرى أن نذكرها لك في هذه العجالة.
(١) يختلف النحاة من هذا الموضوع في مسألتين:
المسألة الأولى: هل أصل مفعولي ظننت وأخواتها مبتدأ وخبر؟ وجواب هذا السؤال أن الجمهور يذهبون إلى أن أصل مفعولي ظن وأخواتها مبتدأ وخبر، ويذهب السهيلي وحده إلى أن أصلهما ليس كذلك، واستدل على صحة كلامه بأنك تقول. «ظننت زيدا عمرا» من غير أن ينكر أحد هذا القول عليك، وأنت لو قلت «زيد عمرو» على أنهما مبتدأ وخبر لم يصح الكلام إلّا على معنى التشبيه، وأنت حين قلت ظننت زيدا عمرا لم ترد معنى التشبيه، فلزم ألا يكون أصل مفعولي ظن مبتدأ وخبرا، وجواب هذا الكلام أنا لا نسلم أنا حين نقول «ظننت زيدا عمرا» لا نريد معنى التشبيه، بل معنى التشبيه هو الذي نريده، بدليل أنا لو قلنا ظننت زيدا عمرا فظهر أنه خلافه، كان كلاما صحيحا لا غبار عليه.
والمسألة الثانية: هل الاسمان المنصوبان بعد ظننت وأخواتها مفعولان أول وثان، أم الأول مفعول والثاني شيء آخر؟ وجواب هذا السؤال أن الجمهور يرون المنصوب الأول مفعولا أول والمنصوب الثاني مفعولا ثانيا، وذهب الفراء إلى أن المنصوب الأول مفعول، والمنصوب الثاني منصوب على التشبيه بالحال، واستدل لذلك بأن الثاني يجيء جملة نحو «ظننت زيدا يؤدي واجبه» ويجيء ظرفا نحو «ظننت زيدا عندك» ويجيء جارا ومجرورا نحو «ظننت زيدا على خلق حسن» وقد عهدنا الحال يجيء على هذه الوجوه، والذي يقطع بالرد عليه أن المنصوب الثاني يجيء معرفة نحو «ظننت زيدا أخاك» ويجيء ضميرا نحو «زيد ظننتكه» ويجيء جامدا نحو «ظننت زيدا أسدا» ولا يقتصر في شيء من ذلك على السماع، ثم هو في جميع أحواله مما لا يستغني الكلام عنه لأنه لا يتم معنى الكلام بدونه، والحال لا يكون كذلك. =