أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين

صفحة 35 - الجزء 2

  وقوله:

  [١٧٤] -

  وإلّا فهبني امرأ هالكا


= الإعراب: «فلا» ناهية «تعدد» فعل مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «المولى» مفعول أول «شريكك» شريك: مفعول ثان، وهو مضاف، والكاف مضاف إليه «في الغنى» جار ومجرور متعلق بشريك «ولكنما» لكن: حرف استدراك، وما:

كافة «المولى» مبتدأ «شريكك» شريك: خبر المبتدأ، والكاف مضاف إليه «في العدم» جار ومجرور متعلق بشريك.

الشاهد فيه: قوله: «فلا تعدد المولى شريكك» حيث استعمل المضارع من «عد» بمعنى الظن، ونصب به مفعولين: أحدهما «المولى»، والثاني «شريك» على ما سبق بيانه في الإعراب.

ومثل بيت الشاهد في ذلك قول أبي دواد جارية بن الحجاج:

لا أعدّ الإقتار عدما، ولكن ... فقد من فقدته الإعدام

فقوله «أعد» بمعنى أظن، والإقتار: مصدر أقتر الرجل، إذا افتقر، وهو مفعوله الأول، وعدما: مفعوله الثاني.

ومثله أيضا قول جرير بن عطية:

تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا

فتعدون: بمعنى تظنون. وعقر النيب: مفعوله الأول، وأفضل مجدكم: مفعوله الثاني.

[١٧٤] - هذا عجز بيت من المتقارب، وصدره قوله:

فقلت أجرني أبا مالك

والبيت لابن همام السلولي.

اللغة: «أجرني» اتخذني لك جارا تدفع عنه وتحميه، وهذا أصله، ثم أريد منه لازم ذلك، وهو الغياث والدفاع والحماية «أبا مالك» يروى في مكانه «أبا خالد» «هبني» أي اعددني واحسبني.

المعنى: فقلت: أغثني يا أبا مالك، فإن لم تفعل فظن أني رجل من الهالكين.

الإعراب: «فقلت» فعل وفاعل «أجرني» أجر: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، والياء مفعول به «أبا» منادى بحرف نداء محذوف، وأبا =