هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين
  والثالث: ما يرد بالوجهين، والغالب كونه لليقين، وهو اثنان: رأى، وعلم،
= بدنه وشحوب لونه وهزال جسمه، وليس يريد تغير قلبه وانصرافه عن محبتها، بدليل البيت الذي بعده «تغير جسمي» والخليقة كالذي عهدت» يريد أنه وحده هو الذي أبلاه الوجد وأضناه الشوق، والناس جميعا على حالهم الذي عرفتهم عليه «لم يخبر» يجوز أن يكون هذا الفعل مبنيا للمعلوم فيكون قوله «مخبر» اسم فاعل بكسر الباء، ويجوز أن يكون الفعل مبنيا للمجهول فيكون «مخبر» اسم مفعول بفتح الباء.
الإعراب: «قد» حرف تحقيق «زعمت» زعم: فعل ماض بمعنى ظن، والتاء علامة على تأنيث الفاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى عزة المذكورة في بيت سابق «أني» أن: حرف توكيد ونصب، وياء المتكلم اسمه «تغيرت فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر أن، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي زعم «بعدها» بعد: ظرف متعلق بتغير، وضمير الغائبة العائد إلى عزة مضاف إليه «من» اسم استفهام مبتدأ «ذا» اسم إشارة خبر المبتدأ «الذي» اسم موصول بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان عليه «يا» حرف نداء «عز» منادى، وجملة النداء لا محل لها معترضة بين الاسم الموصول وصلته «لا» حرف نفي «يتغير» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول، وجملة الفعل المضارع وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول.
الشاهد فيه: قوله: «زعمت أني تغيرت» حيث استعمل فيه «زعم» بمعنى ظن، وعداه إلى مفعوليه بواسطة «أن» المؤكدة، وهذا - عند الجمهور - هو الكثير الغالب في تعدية هذا الفعل، ونظيره قول امرئ القيس.
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني ... كبرت، وألّا يحسن اللّهو أمثالي
وقول عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود:
فذق هجرها، قد كنت تزعم أنّه ... رشاد، ألا يا ربّما كذب الزّعم
وقول الآخر:
زعمت تماضر أنّني إمّا أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلّتي
وقول جميل بن معمر العذري:
وقد زعمت أنّي سأرضي بها العدى ... سرقت إذن يا بثن زاد رفيقي
ومن تعدية هذا الفعل بواسطة «أن» المخففة من الثقيلة الآية الكريمة التي تلاها المؤلف =