[الباب الأول: باب الأسماء الستة،]
  الياء(١)، فلا حاجة إلى اشتراط الإضافة فيها.
  وإذا كانت «ذو» موصولة لزمتها الواو، وقد تعرب بالحروف كقوله:
  [٧] -
  فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا
(١) اعلم أولا أنهم أرادوا أن يصفوا بأسماء الأجناس - أي أرادوا أن يجعلوا أسماء الأجناس صفات - فلم يتيسر لهم ذلك، لأن النعت لا يكون إلّا مشتقا أو مؤولا بالمشتق، فاتخذوا كلمة «ذو» وصلة وذريعة إلى الوصف باسم الجنس، والتزموا إضافتها لاسم جنس غير وصف؛ لأنه لو كان اسم الجنس وصفا لما احتيج في الوصف به إلى وصلة، ومن هنا تعلم أن «ذو» لا تضاف إلى الأعلام، ولا إلى الضمائر، ولا إلى الصفات، ولا إلى الجمل، وقد وردت إضافتها إلى العلم قليلا في نحو «أنا اللّه ذو بكة» وورد إضافتها إلى الضمير شذوذا في قول الشاعر:
إنّما يعرف ذا الفض ... ل من النّاس ذووه
ووردت إضافتها إلى جملة شذوذا أيضا في نحو قولهم «اذهب بذي تسلم».
[٧] - هذا الشاهد من كلمة لمنظور بن سحيم الفقعسي، وقبله:
ولست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكي وأبكي البواكيا
فإمّا كرام موسرون لقيتهم ... فحسبي من ذي ...
البيت، وبعده:
وإمّا كرام معسرون عذرتهم ... وإمّا لئام فادّخرت حيائيا
وعرضي أبقى ما ادّخرت ذخيرة ... وبطني أطويه كطيّ ردائيا
اللغة: «هاج» اسم فاعل من الهجاء، وهو الذم والقدح. تقول: هجاه يهجوه هجوا وهجاء «في القرى» القرى - بكسر القاف مقصورا - إكرام الضيف، و «في» هنا دالة على السببية والتعليل مثلها في قوله ﷺ «دخلت امرأة النار في هرة» أي بسببها، يريد أنه لن يهجو أحدا بسبب القرى على كل حال لأن الناس ثلاثة أنواع، وقد ذكر هذه الأنواع الثلاثة وذكر مع كل نوع ما يدعوه إلى ترك هجائه «كرام» جمع كريم، وأراد به الطيب العنصر الشريف الآباء، وقابلهم باللئام «موسرون»: ذوو ميسرة وغنى وعندهم ما يقدمونه للضيفان «معسرون» ذوو عسرة وضيق لا يجدون ما يقرون به الضيف.
الإعراب: «إما» حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له. «كرام» فاعل بفعل محذوف يفسره السياق، وتقدير الكلام: إما قابلني كرام «موسرون» نعت لكرام مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم =