أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الأول: باب الأسماء الستة،]

صفحة 41 - الجزء 1


= .... المفرد «لقيتهم» فعل ماض وفاعله ومفعوله والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة «فحسبي» الفاء واقعة في جواب الشرط، حسب: اسم بمعنى كاف خبر مقدم، وياء المتكلم مضاف إليه «من» حرف جر «ذي» اسم موصول بمعنى الذي مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بحسب «عندهم» عند: ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول، والضمير مضاف إليه «ما» اسم موصول بمعنى الذي مبتدأ مؤخر مبني على السكون في محل رفع، ويجوز العكس، وهو أن يكون حسب مبتدأ، والاسم الموصول خبرا «كفانيا» كفى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة لا محل لها صلة الموصول وهو ما.

الشاهد فيه: «من ذي عندهم» فإن «ذي» في هذه العبارة اسم موصول بمعنى الذي واعلم أنه قد رويت هذه الكلمة بروايتين، فمن النحاة من رواها «فحسبي من ذو عندهم» بالواو مع أن الكلمة في محل جر بمن، واستدل بهذه الرواية على أن «ذو» الموصولة مبنية مثل سائر الموصولات، ومنهم من رواها «فحسبي من ذي عندهم» بالياء واستدل بهذه الرواية على أن «ذي» الموصولة تعامل معاملة «ذي» التي هي من الأسماء الستة، ومعنى هذا أنها معربة، وأنها ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء، والمؤلف قد أتى بالكلمة هنا على هذه الرواية، واستدل بها لما ذكرناه، والذي عليه جمهور النحاة هو الأول قال ابن منظور في لسان العرب «وأما قول الشاعر:

فإنّ بيت تميم ذو سمعت به

فإن «ذو» ههنا بمعنى الذي، ولا يكون في الرفع والنصب والجر إلّا على لفظ واحد، وليست بالصفة التي تعرب نحو قولك: مررت برجل ذي مال، وهو ذو مال، ورأيت رجلا ذا مال. وتقول: رأيت ذو جاءك، وذو جاءاك، وذو جاؤوك، وذو جاءتك، وذو جئنك، بلفظ واحد للمذكر والمؤنث. ومن أمثلة العرب: أتى عليه ذو أتى على الناس، أي: الذي أتى عليهم، قال أبو منصور: وهي لغة طيئ، وذو بمعنى الذي» اه. وفي كلامه شاهد كالذي معنا على أن ذو بالواو ولو كان موضعها جرا أو نصبا، فإن قوله «ذو سمعت به» نعت لبيت تميم المنصوب على أنه اسم إن، ولو كانت «ذو» معربة لقال: فإن بيت تميم ذا سمعت به، فلما جاء بها بالواو مع ذلك علمنا أنه يراها مبنية.