أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: والأفصح في الهن النقص]

صفحة 42 - الجزء 1

  وإذا لم تفارق الميم الفم أعرب بالحركات⁣(⁣١).

[فصل: والأفصح في الهن النّقص]

  فصل: والأفصح في الهن النّقص، أي: حذف اللام، فيعرب بالحركات ومنه الحديث: «من تعزّى بعزاء الجاهليّة فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا»⁣(⁣٢) ويجوز النّقص في الأب والأخ والحم، ومنه قوله:

  [٨] -

  بأبه اقتدى عديّ في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم


(١) تستعمل كلمة «فم» بالميم مضافة، وتستعمل مقطوعة عن الإضافة، فأما استعمالها مضافة فنحو قوله «لخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك» ونحو قول الراجز:

يصبح ظمآن وفي البحر فمه

ومن مجيئها غير مضافة قولهم «هند أطيب الناس فما» وقد استعمله الشاعر مقصورا مثل الفتى والعصا في قوله:

يا حبّذا وجه سليمى والفما ... والجيد والنّحر وثدي قد نما

ووجه الدلالة أنه لو كان صحيح الآخر لكان بضم الميم.

(٢) تعزّى - بوزن تجلّى - أي انتسب وانتمى، وهو الذي يقول «يا لفلان» ليخرج الناس معه إلى القتال في الباطل، وأعضوه - بهمزة قطع وكسر العين وتشديد الضاد - أي قولوا له «اعضض على هن أبيك» ومعنى «لا تكنوا» قولوه بلفظه الصريح استهزاء به واحتقارا لما دعاكم إليه.

[٨] - من النحاة من نسب هذا البيت إلى رؤبة بن العجاج، وذكر أنه يمدح فيه عدي بن حاتم الطائي. ولا يوجد البيت في ديوان أراجيز رؤبة، وإن ذكره ناشره في زياداته. وقبل هذا البيت قوله:

أنت الحليم والأمير المنتقم ... تصدع بالحقّ وتنفي من ظلم

اللغة: «الحليم» وصف من الحلم، وهو ضد الخفة والطيش والجهل «تصدع بالحق» تجاهر به وتعلن أمره للناس، وأصل الصدع كسر الإناء ونحوه «ظلم» بضم الظاء وفتح اللام - جمع ظلمة «اقتدى» يريد أنه جعله قدوة له إماما فسار سيرته واتبع أثره «فما ظلم» أحسن ما توجه به هذه العبارة أن يكون معناها أنه لم يظلم أمه لأنه جاء على مثال أبيه الذي ينسب إليه، وذلك لأنه لو خالف أباه لنسب الناس أمه إلى الزنا، وأصله قولهم في المثل «من أشبه أباه فما ظلم» انظر الميداني. =