[أحكام الفاعل]
  الصيغة مخرج لنحو: «ضرب زيد» - بضم أول الفعل وكسر ثانيه، فإنها مفرّعة عن صيغة ضرب - بفتحهما.
[أحكام الفاعل]
  وله أحكام:
  أحدها: الرفع(١)، وقد يجرّ لفظا بإضافة المصدر، نحو: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ}(٢)، أو اسمه نحو: «من قبلة الرّجل امرأته الوضوء»، أو بمن أو بالباء الزائدتين نحو: {أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ}(٣) {وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً}(٤).
(١) قد ينصب الفاعل ويرفع المفعول إذا أمن اللبس، وقد ورد عن العرب قولهم: خرق الثوب المسمار، وقولهم: كسر الزجاج الحجر، وقال الأخطل:
مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر
وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
ألم تسأل الأطلال والمتربّعا ... ببطن حليّات دوارس أربعا
إلى الشّري من وادي المغمّس بدّلت ... معالمه وبلا ونكباء زعزعا
وانظر شرح الشاهد رقم ٢٠٥ الآتي.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٥١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ١٩.
(٤) سورة الفتح، الآية: ٢٨، ثم اعلم أن جر الفاعل بالباء الزائدة على ثلاثة أضرب:
واجب، وجائز كثير، وشاذ:
فأما الواجب ففي فاعل أفعل في التعجب نحو قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ونحو قول الشاعر:
أخلق بذي الصّبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
وأما الجائز الكثير ففي فاعل «كفى» كالآية التي تلاها المؤلف، ومن تجرد فاعل كفى القليل قول سحيم بن وثيل الرياحي:
عميرة ودّع إن تجهّزت غازيا ... كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا
وأما الشاذ ففي نحو قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد
إذا ذهبت إلى أن «ما لاقت» فاعل «يأتي» كانت الباء زائدة، وإلا كانت متعلقة بتنمي، وقد خرج العلماء البيت على الوجهين.