أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الفاعل

صفحة 111 - الجزء 2

  وأما توسّط المفعول جوازا فنحو: {وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ}⁣(⁣١)، وقولك:

  «خاف ربّه عمر» وقال:

  [٢١٩] -

  كما أتى ربّه موسى على قدر


«وتغرس» الواو حرف عطف. تغرس: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة «إلا» أداة حصر «في منابتها» الجار والمجرور متعلق بتغرس، ومنابت مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه «النخل» نائب فاعل لتغرس مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «تغرس إلا في منابتها النخل» حيث قدم الجار والمجرور - وهو قوله: «في منابتها» - على نائب الفاعل وهو قوله: «النخل» - مع أن الجار والمجرور محصور بإلا، ولما كان الجار والمجرور بمنزلة المفعول، وكان النائب عن الفاعل بمنزلة الفاعل - صح الاستدلال بهذا الشاهد على جواز تقديم المفعول المحصور بإلا على الفاعل، وقد استشهد بهذا البيت من ذكرنا في شرح الشاهد (٢١٦) على جواز ذلك التقديم.

(١) سورة القمر، الآية: ٤١.

[٢١٩] - هذا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:

جاء الخلافة أو كانت له قدرا

وهذا البيت من كلام جرير بن عطية، من قصيدة يمدح فيها أمير المؤمنين الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز.

اللغة: «أو كانت له قدرا» أو في هذا البيت عند الكوفيين بمعنى الواو، دالة على الجمع المطلق، وقال ابن هشام في مغني اللبيب «والذي رأيته في ديوان جرير إذ كانت» اه.

والمراد أنها كانت مقدرة له في الأزل فلم يحصل له تعب ولا معاناة كما أن موسى # قد حصلت له النبوة واللقى بتقدير العزيز العليم من غير مشقة ولا معاناة، وأخذ قوله: «كما أتى ربه موسى على قدر» من قوله تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى}.

الإعراب: «جاء» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الممدوح «الخلافة» مفعول به «أو» حرف عطف «كانت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء علامة التأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الخلافة «له» جار ومجرور متعلق بقدر، أو بمحذوف حال منه «قدرا» خبر كان «كما» الكاف حرف جر، ما: مصدرية «أتى» فعل ماض «ربه» رب: مفعول به تقدم على الفاعل، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى الفاعل المتأخر مضاف إليه «موسى» فاعل أتى، مرفوع بضمة =