أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الفاعل

صفحة 113 - الجزء 2


= استجاب فيه دعاءه وحقق فيه رجاءه.

الإعراب: «جزى» فعل ماض «ربه» فاعل، ومضاف إليه «عنّي» جار ومجرور متعلق بجزى «عديّ» مفعول به لجزى «ابن» صفة لعديّ، وهو مضاف، و «حاتم» مضاف إليه «جزاء» مفعول مطلق مبين لنوع عامله الذي هو جزى، وهو مضاف، و «الكلاب» مضاف إليه «العاويات» صفة للكلاب «وقد» الواو للحال، قد: حرف تحقيق «فعل» فعل ماض مبني على الفتح لا محل له، وسكن لأجل الوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه، والجملة في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله: «جزى ربه ... عديّ» حيث أخر المفعول، وهو «عديّ» وقدم الفاعل، وهو «ربه» مع اتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول.

ونظير هذا البيت قول حسان بن ثابت ¥:

ولو أنّ مجدا أخلد الدّهر واحدا ... من النّاس أبقى مجده الدّهر مطعما

الشاهد فيه قوله: «أبقى مجده مطعما» حيث قدم الفاعل وهو قوله مجده على المفعول به وهو قوله مطعما، مع أن الفاعل متصل بضمير يعود على المفعول، ونظيره قول الآخر:

وما نفعت أعماله المرء راجيا ... عليها ثوابا من سوى من له الأمر

وقول سليط بن سعد:

جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمّار

وقول الآخر:

كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد ... ورقّى نداه ذا النّدى في ذرى المجد

وقول الآخر:

لمّا عصى أصحابه مصعبا ... أدّى إليه الكيل صاعا بصاع

وقول الآخر:

ألا ليت شعري هل يلومنّ قومه ... زهيرا على ما جرّ من كلّ جانب

واعلم أولا أن سر الاختلاف بين النحاة في جواز هذه المسألة - وهي تقديم الفاعل المتصل بضمير غيبة يعود إلى المفعول المتأخر في اللفظ - يرجع إلى اختلافهم في مرتبة المفعول، فأما جمهور النحاة فيقررون أن الأصل أن يقع الفعل أولا، ثم يليه الفاعل؛ لأنه أحد جزأي الجملة، وما عداهما فضلة، وإذا وجب تقديم الفعل فإنه =