هذا باب النائب عن الفاعل
  واحِدَةٌ}(١)، ويمتنع نحو: «سير سير» لعدم الفائدة، فامتناع سير على إضمار السير أحقّ، خلافا لمن أجازه، وأما قوله:
  [٢٢٥] -
  وقالت متى يبخل عليك ويعتلل
= الذي جرى فيه الاختلاف الذي أشرنا إليه، وبعبارة أخرى: المصدر المبهم هو الذي تعرفه في باب المفعول المطلق بأنه المؤكد لعامله، والمختص هو المبين لنوع عامله أو لعدده.
(١) سورة الحاقة، الآية: ١٣.
[٢٢٥] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
يسؤك، وإن يكشف غرامك تدرب
وهذا البيت من كلام امرئ القيس الشاعر الجاهلي المعروف، من قصيدته التي بارى فيها علقمة الفحل وتحاكما فيها وفي أخرى من كلام علقمة إلى أم جندب، فحكمت لعلقمة عليه في قصة متعارفة مشهورة.
اللغة: «يبخل عليك» أراد بالبخل عليه أنهم لا ينيلونه مراده «يعتلل» يذكر من العلات للهجران وترك المواصلة، ويروى
وقالت متى نبخل عليك ونعتلل
نسؤك ...
«غرامك» الغرام ههنا من قولهم: هو مغرم بالنساء، والمراد أنه معني بهن شديد المحبة لهن، ويكون الغرام بمعنى العذاب اللازم «تدرب» تعتاد، والدربة - بضم الدال المهملة وسكون الراء - العادة، وتقول: قد درب فلان في عمله - من باب فرح - إذا اعتاده، وتقول: دربت البازي على الصيد - بالتضعيف - إذا عودته.
المعنى: قالت لي هذه المحبوبة: نحن منك بين أمرين لا سبيل إلى واحد منهما، أولهما أن نهجرك ونعتذر لك عن عدم مواصلتك فيسوءك ذلك، وثانيهما أن نكافئ غرامك بالوصال فتعتاد ذلك ولا تصبر على تركه فيعظم الخطب.
الإعراب: «قالت» قال: فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي «متى» اسم شرط جازم يجزم فعلين «يبخل» فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون «عليك» جار ومجرور متعلق بيبخل، وهو نائب فاعله «ويعتلل» الواو حرف عطف، ويعتلل: فعل مضارع مبني للمجهول معطوف على يبخل مجزوم وعلامة جزمه السكون ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، ويجوز أن يكون مرجعه مصدرا محلى بأل العهدية، وكأنه قد قال: =