أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الاشتغال

صفحة 147 - الجزء 2

  الثانية: أن يكون الفعل مقرونا باللام أو بلا الطلبيتين، نحو: «عمرا ليضربه بكر» و «خالدا لا تهنه» ومنه: «زيدا لا يعذّبه اللّه» لأنه نفي بمعنى الطلب.

  ويجمع المسألتين قول الناظم: «قبل فعل ذي طلب» فإن ذلك صادق على الفعل الذي هو طلب، وعلى الفعل المقرون بأداة الطلب.

  الثالثة: أن يكون الاسم بعد شيء الغالب أن يليه فعل، ولذلك أمثلة: منها همزة الاستفهام، نحو: {أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ}⁣(⁣١)، فإن فصلت الهمزة فالمختار الرفع، نحو: «أأنت زيد تضربه»⁣(⁣٢) إلا في نحو: «أكلّ يوم زيدا تضربه» لأن الفصل بالظرف كلا فصل، وقال ابن الطّراوة: إن كان الاستفهام عن الاسم فالرّفع، نحو:

  «أزيد ضربته أم عمرو»، وحكم بشذوذ النصب في قوله:

  [٢٣٤] -

  أثعلبة الفوارس أم رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا


(١) سورة القمر، الآية: ٢٤.

(٢) إنما يترجح رفع زيد في قولك «أأنت زيد تضربه» فيما رآه سيبويه، فإنه يجعل «أنت» مبتدأ، فأداة الاستفهام داخلة على الاسم، وذهب الأخفش إلى أن «أنت» فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده، وأن أصل الكلام أتضرب زيدا زيدا تضربه، فحذف الفعل الوالي للهمزة فبرز الضمير الذي كان مستترا فيه وجوبا وانفصل، فهمزة الاستفهام في التقدير داخلة على فعل عنده، وعلى هذا لا يجب الرفع، ولا يترجح النصب، وسيأتي لهذا الكلام تتمة في شرح الشاهد ٢٣٤.

[٢٣٤] - هذا بيت من الوافر، وهو من قصيدة طويلة لجرير بن عطية بن الخطفي، ومطلعها هو الشاهد (رقم ١) الذي سبق في أول هذا الكتاب في مباحث التنوين.

اللغة: «ثعلبة» بفتح الثاء المثلثة وسكون العين «رياح» بكسر الراء بعدها ياء مثناة - وهما قبيلتان من بني يربوع بن حنظلة «الفوارس» جمع فارس، وهو أحد ألفاظ جاء فيها جمع فاعل وهو وصف لمذكر عاقل على فواعل، ومثله هوالك في جمع هالك، ونواكس في جمع ناكس، وحواج بيت اللّه «عدلت بهم» سويت بهم وجعلتهم يعدلونهم في الشرف والرفعة وسمو المنزلة «طهية» بضم الطاء وفتح الهاء بعدها ياء مشددة - حي من بني تميم «والخشابا» بكسر أوله، بزنة الكتاب - جماعة من بني مالك بن حنظلة.

الإعراب: «أثعلبة» الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ثعلبة: مفعول لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده، وتقدير الكلام: أأهنت ثعلبة =