[فصل: يجوز حذف ناصب المفعول إن علم، وقد يجب حذفه]
[فصل: يجوز حذف ناصب المفعول إن علم، وقد يجب حذفه]
  فصل: وقد يحذف ناصبه إن علم، كقولك لمن سدّد سهما «القرطاس» ولمن تأهّب لسفر «مكّة» ولمن قال: من أضرب «شرّ الناس» بإضمار: تصيب، وتريد، واضرب.
  وقد يجب ذلك كما في الاشتغال، ك «زيدا ضربته» والنداء، ك: «يا عبد اللّه»(١)، وفي الأمثال نحو: «الكلاب على البقر» أي: أرسل، وفيما جرى مجرى الأمثال نحو: {انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ}(٢) أي: وأتوا، وفي التحذير بإيّاك وأخواتها نحو: «إيّاك والأسد» أي: إيّاك باعد واحذر الأسد، وفي التحذير بغيرها بشرط عطف أو تكرار، نحو: «رأسك والسّيف» أي: باعد واحذر، ونحو: «الأسد الأسد» وفي الإغراء بشرط أحدهما نحو: «المروءة والنّجدة»، ونحو: «السّلاح السّلاح» بتقدير الزم.
هذا باب التنازع في العمل
  ويسمّى أيضا باب الإعمال.
[حقيقة، وأمثلته، وشروط العوامل المتنازعة]
  وحقيقته: أن يتقدم فعلان متصرفان، أو اسمان يشبهانهما، أو فعل متصرف واسم يشبهه، ويتأخّر عنهما معمول غير سببيّ مرفوع، وهو مطلوب لكل منهما من حيث المعنى(٣).
(١) إنما وجب حذف العامل في الاسم المتقدم في باب الاشتغال لأن العامل المتأخر مفسر له، ولا يجمع في الكلام بين المفسر والمفسر له، ووجب الحذف في باب النداء لأن «يا» عوض عن الفعل، ولا يجمع بين العوض والمعوض منه.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٧١، وإنما وجب حذف العامل في الأمثال الواردة عن العرب بالحذف لأن ذكر العامل يغير المثل عما تكلم به العرب، والأمثال لا تغير، لأن الغرض من ذكرها في كلام ما تشبيه مضربها بموردها، فلزم أن يلتزم فيها أصله، ومن أمثلتها قولهم «كلبهما وتمرا» عند من رواه هكذا، وما جرى مجرى الأمثال يأخذ حكمها كالآية الكريمة.
(٣) اعلم أولا أنه يشترط في العاملين المتنازعين شروط عامة، وهي ثلاثة شروط عند جمهرة النحاة: =