[ما لا يقع التنازع بينها من العوامل، والسر في ذلك]
  «ما أحسن وأجمل زيدا»، و «أحسن به وأجمل بعمرو»(١)، ولا في معمول متقدّم، نحو: «أيّهم ضربت وأكرمت»، أو «شتمته» خلافا لبعضهم(٢)، ولا في معمول متوسّط نحو: «ضربت زيدا وأكرمت» خلافا للفارسي، ولا في نحو:
  [٢٣٩] -
  فهيهات هيهات العقيق ومن به
(١) مثل المؤلف لمقالة المبرد بمثالين للإشارة إلى أنه يجوز التنازع في فعلي التعجب سواء أكانا بلفظ الماضي أم كانا بلفظ الأمر، فالمثال الأول - وهو «ما أحسن وأجمل زيدا» لما كان على صورة الماضي، وقد أعمل الفعل الثاني في لفظ المعمول وأعمل الفعل الأول في ضميره ثم حذفه لكونه فضلة ولا ضرورة لإضماره، والمثال الثاني لما كان الفعلان على صورة فعل الأمر وإن كان ماضيا عند التحقيق، وقد أعمل الفعل الثاني في لفظ المعمول وأعمل الفعل الأول في ضميره وذكر هذا الضمير لكونه فاعلا، والفاعل لا يجوز حذفه؛ فيغتفر لأجله الإضمار قبل الذكر، وأنت خبير أن الجمهور لا يجيز ذلك للعلة التي ذكرناها في عدم جواز التنازع بين الجامدين.
(٢) قد ذكرنا ذلك عند كلامنا على شروط العاملين المتنازعين، وبينا رأي الجمهور في إعراب المثال الذي تقدم فيه المعمول على العاملين، وفي المثال الذي توسط فيه المعمول بين العاملين الذي خالف فيه أبو علي الفارسي.
[٢٣٩) هذا صدر بيت من الطويل، من كلام جرير بن عطية بن الخطفي، وعجزه قوله:
وهيهات خلّ بالعقيق نواصله
اللغة: «هيهات» اسم فعل ماض معناه بعد، و «العقيق» اسم موضع بعينه، و «الخل» - بكسر الخاء - بمعنى الخليل، ونظيره الإلف والأليف، والخدن والخدين والحب والحبيب، والشبه والشبيه، والمثل والمثيل، والود والوديد. و «نواصله» مضارع من المواصلة والوصال.
الإعراب: «هيهات» اسم فعل ماض بمعنى بعد، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب توكيد للأول «العقيق» فاعل هيهات الأول، وأما هيهات الثاني فلا فاعل له، لأنه إنما أتى به لتقوية معنى البعد المسند إلى العقيق، وسيأتي مزيد بيان لذلك في بيان الشاهد في البيت «ومن» الواو حرف عطف، من: اسم موصول معطوف على العقيق، مبني على السكون في محل رفع «به» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الاسم الموصول «وهيهات» الواو حرف عطف، هيهات: اسم فعل ماض بمعنى بعد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «خل» فاعل هيهات الأخير مرفوع بالضمة الظاهرة =