[بيان ما ينوب عن المصدر]
  نحو: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً}(١) {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}(٢)، والأصل إنباتا وتبتّلا، أو دالّ على نوع منه، ك «قعد القرفصاء» و «رجع القهقرى»، أو دالّ على عدده، ك «ضربته عشر ضربات» {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً}(٣)، أو على آلته، ك «ضربته سوطا» أو: «عصا» أو: «كل» نحو: {فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ}(٤)، وقوله:
  [٢٤٦] -
  يظنّان كلّ الظّنّ أن لا تلاقيا
(١) سورة نوح، الآية: ١٧.
(٢) سورة المزمل، الآية: ٨.
(٣) سورة النور، الآية: ٤.
(٤) سورة النساء، الآية: ١٢٩.
[٢٤٦] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
وقد يجمع اللّه الشّتيتين بعد ما
وهذا البيت ينسب إلى قيس بن الملوح، المعروف بمجنون ليلى، من قصيدة له أولها قوله:
تذكّرت ليلى والسّنين الخواليا ... وأيّام لا نخشى على اللّهو ناهيا
اللغة: «الشتيتين» المتفرقين اللذين تباعد ما بينهما وتفرق ائتلافهما، ومن الناس من يرويه «وقد يجمع اللّه الأليفين» أي المتحابين اللذين يألف كل واحد منهما صاحبه، والمشهور في الرواية هو ما ذكرناه أولا.
المعنى: لست بيائس من لقاء ليلى مع تباعد ديارنا وتشتت شملنا، وبعد ما قام الوشاة بإقامة الحوائل بيننا؛ فإن اللّه تعالى قادر على أن يجمع الشمل المشتت ويضم الألاف الذين باعد بينهم النوى، بعد ما قنطوا من اللقاء، وقطعوا الطماعية من التداني.
الإعراب: «قد» حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب «يجمع» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة «اللّه» فاعل يجمع مرفوع بالضمة الظاهرة «الشتيتين» مفعول به ليجمع منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى «بعد ما» بعد: ظرف زمان متعلق بيجمع منصوب بالفتحة الظاهرة، وما: حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب «يظنان» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين فاعله «كل» مفعول مطلق، منصوب بالفتحة الظاهرة، وكل مضاف و «الظن» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وما المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور =