[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]
= اللغة: «عرندس» بزنة سفرجل - هو في الأصل القوي الشديد، والأنثى عرندسة - بالهاء - ويقال؛ حي عرندس، إذا أريد وصفهم بالعز والمنعة. قال ابن منظور: «طلال» بفتح الطاء المهملة، بزنة سحاب - اسم جمع واحده طلالة - بالهاء وهي الحالة الحسنة والهيئة الجميلة، أو هي الفرح والسرور، أو هي الحسن والرونق والماء «ضاربين القباب» القباب: جمع قبة، وهي الخيمة مطلقا، أو خاصة بما يضرب على الملوك، وعلى الأول هي كناية عن دوام إقامتهم وثباتهم في بلادهم؛ لأنهم لا يحتاجون إلى الظعن لطلب الكلأ؛ لكثرة الخصب والخير والمال عندهم، وعلى الثاني هي كناية عن عظمة شأنهم ورفعة قدرهم وعلو أمرهم وأنهم بمنزلة الملوك، ويروى في مكانه «لا يزالون ضاربين الرقاب» فهي كناية عن الشجاعة.
الإعراب: «رب» حرف تقليل وجر شبيه بالزائد «حي» مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد «عرندس» صفة لحي تابعة له في الجر نظرا إلى اللفظ «ذي» صفة ثانية لحي، مجرورة بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة، وذي مضاف و «طلال» مضاف إليه «لا» نافية «يزالون» فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة اسمه مبني على السكون في محل رفع «ضاربين» خبر الفعل الناقص منصوب بالفتحة الظاهرة وضاربين مضاف و «القباب» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة الفعل الناقص واسمه وخبره في محل رفع خبر المبتدأ المجرور لفظا بحرف الجر الشبيه بالزائد وهو «حي».
المعنى: قليل من الأحياء الأقوياء الأشداء ذوي الهيئات الحسنة والرونق البهي استمرت إقامتهم في موضع نزولهم لكثرة ما عندهم من أسباب النعمة.
الشاهد فيه: قوله: «ضاربين القباب» حيث نصب «ضاربين» بالفتحة الظاهرة على النون، وجعل النون في هذه الكلمة كالنون التي من أصل الكلمة وقبلها ياء في نحو مساكين ومجانين، ولولا أنه عاملها هذه المعاملة لكان عليه إما أن يحذف هذه النون لإضافة هذه الكلمة إلى ما بعدها، وإما أن ينصب ما بعدها على أنه مفعول به، فلما لم يأت بالكلام على أحد هذين الوجهين علمنا أنه عامل الكلمة معاملة الاسم المفرد الذي آخره نون قبلها ياء. واعلم أن «ضاربين» جمع مذكر سالم؛ فليس هو ملحقا بجمع المذكر السالم، وليس هو - على الأخص - من الأسماء الثلاثية التي حذفت لا ماتها ثم زيدت عليها الواو والنون فكانت ملحقة بجمع المذكر السالم كسنة وسنين وعزة وعزين وثبة وثبين، وقد نسب المؤلف إلى بعض النحاة - غير معين - أنه يرى إلزام جمع =