[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]
= المذكر السالم وكل ما ألحق به الياء وإعرابه بحركات ظاهرة على النون، وقد صرح الأشموني في شرحه على الألفية بأن هذا رأي الفراء؛ ولكن الذي يقف على كلام الفراء يدرك أنه لا يرى جواز هذه المعاملة إلّا مع نحو سنين وبابه مما حذفت لامه، لأنهم لما حذفوا لامه ووقعت هذه النون في مكان اللام توهموا أنها هي اللام فأجروا الإعراب عليها، والفراء يقول في آخر كلامه: «ألا ترى أنهم لا يقولون ذلك في الصالحين والمسلمين وما أشبهه» اه. وهذا كلام صريح فيما بيناه من مذهبه. وقال الأعلم الشنتمري: «هو - يعني هذا الإعراب - في السنين والعقود أمثل منه في المسلمين» اه.
ويريد بالسنين الثلاثي محذوف اللام الذي سبق الاستشهاد لمجيئه على هذه اللغة، ويريد بالعقود العشرين والتسعين وما بينهما.
ويجوز أن يستدل لمجيء هذه اللغة في أوصاف المذكرين التي جمعت جمع المذكر السالم بالأبيات التي ذكرناها مع الشاهد الآتي رقم ١٤.
والذي يتلخص مما أثرناه لك من أقوال النحاة وما نسبوه إلى العرب من اللغات أن مجموع ما ورد في جمع المذكر السالم وما ألحق به خمس لغات:
الأولى: أن يكون إعرابه بالواو في حالة الرفع، وبالياء المكسور ما قبلها في حال الجر والنصب، وزيادة نون مفتوحة بعد الواو أو الياء عوضا عن تنوين الاسم المفرد، وهذه أعلى اللغات وأجودها وأجراها على ألسنة العرب.
الثانية: أن يؤتى به بالواو في الأحوال الثلاثة، وإلحاق النون مفتوحة من غير تنوين، فيكون إعرابه بحركات مقدرة على الواو، كما ذكرنا في شرح الشاهد رقم ١٠.
الثالثة: أن يؤتى به بالواو في الأحوال كلها، ويجعل إعرابه بحركات ظاهرة على النون مع التنوين، فتضم النون في حال الرفع، وتكسر في حال الجر، وتفتح في حال النصب.
الرابعة: أن يؤتى به بالواو في جميع الأحوال، وبعدها نون غير منونة، فيكون إعرابه بحركات ظاهرة على النون غير المنونة كما ذكرناه في ص ٥٠.
الخامسة: أن يؤتى به الياء في الأحوال الثلاثة، وتحرك النون منونة بحركات الإعراب:
الضمة في حال الرفع، والكسرة في حال الجر، والفتحة في حال النصب، وكأنه اسم مفرد مختوم بياء ونون نحو غسلين ومسكين وسكين.
وقد عرفت منزلة كل لغة من هذه اللغات ونسبتها.