أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المفعول فيه، وهو المسمى ظرفا

صفحة 206 - الجزء 2

  وهي جارية مجرى ظرف الزمان دون ظرف المكان، ولهذا تقع خبرا عن المصادر دون الجثث.

  ومثله «غير شك» أو «جهد رأيي» أو «ظنّا منّي أنّك قائم»⁣(⁣١).

  وخرج عن الحد ثلاثة أمور:

  أحدها: نحو: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}⁣(⁣٢) إذا قدر بفي؛ فإن النكاح ليس بواحد مما ذكرنا⁣(⁣٣).

  والثاني: نحو: {يَخافُونَ يَوْماً}⁣(⁣٤)، ونحو: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ}⁣(⁣٥)، فإنهما ليسا على معنى: «في» فانتصابهما على المفعول به، وناصب «حيث» يعلم محذوفا؛ لأن اسم التفضيل لا ينصب المفعول به إجماعا⁣(⁣٦).


= في نحو (أحقا أنك فعلت) فذهب المبرد إلى أنه فاعل للمصدر، وذهب الخليل فيما حكاه عنه سيبويه - إلى أن (حقا) ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم، و (أن) ومعموليها في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر، وارتضى سيبويه أنه إن كان (حقا) قد اعتمد على استفهام جاز أن يكون المصدر المؤول فاعلا به، وأن يكون كما ذكر الخليل، وإن لم يعتمد تعين أن يكون (حقا) متعلقا بمحذوف خبر مقدم، ومنه تعلم ما في كلام الشيخ خالد في تحقيق هذه المذاهب.

(١) وذلك إذا قلت (جهد رأيي أنك قائم) فجهد رأيي: منصوب على الظرفية الزمانية على إسقاط في، توسعا، والأصل: في جهد رأيي قيامك، والكلام فيه مثل الكلام في (أحقا أنك ذاهب) وكذلك إذا قلت (غير شك أنك مرضي الخلق) أو قلت (ظنا مني أنك مؤدب) فكل من (غير شك) و (ظنا مني) منصوب على الظرفية الزمانية بتقدير في، توسعا، والأصل: في غير شك، وفي ظن مني، والكلام فيهما كالكلام فيما قبلهما.

(٢) سورة النساء، الآية: ١٢٧.

(٣) يريد أن النكاح الذي يؤول إليه {أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} ليس بزمان ولامكان، أما إذا كان التقدير عن أن تنكحوهن، فإنه لا يكون مما نحن بصدده؛ إذ ليس معه (في) لا لفظا ولا تقديرا.

(٤) سورة الإنسان، الآية: ٧.

(٥) سورة الأنعام، الآية: ١٢٤.

(٦) اعترضوا على هذا الكلام من وجهين، الأول أن قولهم: (أفعل التفضيل لا ينصب =