أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[للاسم الواقع بعد الواو خمس حالات]

صفحة 214 - الجزء 2


= من هذه الكلمة فيها هذا العجز لتتبين حقيقة الأمر:

فلا تفعل فإنّ أخاك جلد ... على العزّاء فيها ذو احتيال

وإنّا سوف نجعل موليينا ... مكان الكليتين من الطّحال

ونغنى في الحوادث عن أخينا ... كما تغنى اليمين عن الشّمال

اللغة: (جلد) - بفتح الجيم وسكون اللام - صفة مشبهة من الجلادة، وهي الاصطبار على الشدائد وعلى اقتحام المكاره (العزاء) المراد بها الأمور التي يشق احتمالها، وهي فعلاء من قولهم: (عز فلان فلانا يعزه) بمعنى غلبه وقهره، ومنه قولهم من عزّ بزّ، وقالوا: من حسن منه العزاء، هانت عليه العزاء، وقال الشاعر:

كأنّ القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامريّة أو يراح

قطاة عزّها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح

(موليينا) مثنى مولى، وللمولى معان كثيرة منها الناصر والمعين، وابن العم، ومنها المالك والمملوك، وكان للعرب ضربان من الولاء: أحدهما ولاء العتاقة، والآخر ولاء المناصرة أو الحلف.

الإعراب: (كونوا) فعل أمر متصرف من كان الناقصة مبني على حذف النون، وواو الجماعة اسمه مبني على السكون في محل رفع (أنتم) ضمير منفصل مؤكد للضمير المتصل الذي هو واو الجماعة (وبني) الواو واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وبني: مفعول معه منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف، وأبي من (أبيكم) مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه (مكان) ظرف مكان منصوب بالفتحة و (الكليتين) مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد (من) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وحرك للتخلص من التقاء الساكنين (الطحال) مجرور بمن، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بقوله مكان؛ لأن فيه رائحة الفعل.

الشاهد فيه: قوله: (وبني أبيكم) فإنه نصبه على أنه مفعول معه. ولم يرفعه بالعطف على اسم (كن) الذي هو واو الجماعة مع وجود التأكيد بالضمير المنفصل.

والنصب على أنه مفعول معه في هذا البيت راجح من جهة المعنى؛ لأن الرفع على العطف يدل على أن بني أبيهم مأمورون بأن يكونوا معهم في مكان يشبه مكان الكليتين من الطحال كما أنهم هم مأمورون بذلك أيضا، وليس ذلك مرادا، وإنما مراده أن يأمر =