أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المفعول معه

صفحة 215 - الجزء 2

  ونحو: «قمت وزيدا»؛ لضعف العطف في الأول من جهة المعنى، وفي الثاني من جهة الصناعة.

  (٥) وامتناعهما، كقوله:

  [٢٥٨] -

  علفتها تبنا وماء باردا


= المخاطبين وحدهم بأن يكونوا مع بني أبيهم كالكليتين من الطحال، فافهم هذا وتدبره جيدا تدرك ما فيه من لطف ودقة في المعنى.

[٢٥٨] - يجعل بعض العلماء هذا الشاهد صدرا لبيت ينشدونه هكذا:

علفتها تبنا وماء باردا ... حتّى شتت همّالة عيناها

وهكذا رواه ابن هشام في شرح الشذور (رقم ١١٥)، وبعضهم يجعل هذا الشاهد عجزا لبيت ينشدونه هكذا:

لمّا حططت الرّحل عنها واردا ... علفتها تبنا وماء باردا

ولم أقف له على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تؤيد إحدى الروايتين، والظاهر أن التكملة التي تذكر معه مصنوعة؛ فإن التكلف فيها يكاد ينادي بذلك.

اللغة: (علفتها): تقول: علفت الدابة أعلفها علفا - من باب ضرب يضرب ضربا - إذا أطعمتها وقدمت لها ما تأكله، وتقول: أعلفتها - بالهمزة - واسم ما تقدمه لها من الطعام علف - بفتح العين واللام جميعا - وجمعه علاف، مثل جبل وجبال وجمل وجمال (تبنا) بكسر التاء وسكون الباء - قصب الزرع بعد أن يداس (شتت) يروى في مكانه (بدت) وهما بمعنى واحد (همالة) صيغة مبالغة من قولهم هملت العين بالدمع، وهمل السحاب بالمطر يهمل همولا - مثل قعد يقعد قعودا - وهملانا أيضا، وذلك إذا انهمرت وفاضت به وكثر نزوله منها (الرحل) كل شيء يعده المسافر لسفره: من وعاء لمتاعه، ومركب لبعيره، وجمعه أرحل ورحال، مثل فلس وأفلس وسهم وأسهم وسهام (واردا) أي موافيا لما قصدت إليه بسفري وبالغا إياه.

الإعراب: (علفتها) فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، والضمير العائد على راحلته مفعول أول (تبنا) مفعول ثان (وماء) الواو حرف عطف، ماء: مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: وسقيتها ماء (باردا) نعت الماء، ونعت المنصوب منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والواو - على هذا - قد عطفت جملة على جملة. =