[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]
  وقوله:
  [١٤] -
  وقد جاوزت حدّ الأربعين
[١٤] - هذا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
وما ذا تبتغي الشّعراء منّي
وهذا بيت لسحيم بن وثيل الرياحي، وقد أنشده المؤلف مرتين في هذا الباب.
اللغة: «تبتغي الشعراء» يروى في مكانه «يدّري الشعراء» بتشديد الدال وهو مضارع ادّراه، ومعناه ختله وخدعه.
المعنى: يقول: كيف يطمع الشعراء في خديعتي، وتتمنى أنفسهم ختلي، وقد بلغت سن الحنكة والتجربة والاختبار؟.
الإعراب: «ماذا» اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتبتغي «تبتغي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل «الشعراء» فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة «مني» جار ومجرور متعلق بتبتغي «وقد» الواو واو الحال، قد: حرف تحقيق «جاوزت» فعل وفاعل «حد» مفعول به لجاوز، وحد مضاف و «الأربعين» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: «حد الأربعين» فإن الرواية قد وردت في هذه الكلمة بكسر النون من «الأربعين» وقد اختلف النحاة في تخريج هذه الرواية؛ فمنهم من قال: إن هذه الكسرة التي على النون هي كسرة الإعراب التي يقتضيها العامل، وذهب إلى أن أسماء العقود التي هي العشرون والتسعون وما بينهما يجوز فيها أن تلزم الياء ويجعل الإعراب بحركات ظاهرة على النون؛ فتكون مرفوعة بالضمة الظاهرة، ومنصوبة بالفتحة الظاهرة، ومجرورة بالكسرة الظاهرة كما في هذا البيت، وممن ذهب إلى ذلك علي بن سليمان الأخفش والأعلم الشنتمري، وقد جاء المؤلف بهذا البيت في هذا الموضع ليقرر أن من النحاة من خرجه على هذا الوجه.
وقد علمت فيما سبق أن من النحاة من يطرد هذا الإعراب في جمع المذكر السالم وفي كل الأنواع التي ألحقت به، ولا يخص به نوعا ولا نوعين.
ومن النحاة من ذهب إلى أن هذه الكلمة معربة إعراب جمع المذكر السالم؛ فهي مجرورة بالياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، واعتذر عن كسر النون بأنها كسرت على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، وممن ذهب إلى هذا أبو الفتح بن جني، وذهب ابن مالك إلى أن كسر النون في هذه الحالة لغة من لغات العرب في إعراب جمع المذكر السالم، وسينشد المؤلف هذا البيت مرة أخرى في هذا الباب على هذا التخريج. =