أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المستثنى

صفحة 224 - الجزء 2

  {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}⁣(⁣١)، وأما قوله:

  [٢٦٠] -

  عاف تغيّر إلّا النّؤي والوتد


= {مِنْهُمْ} ويحمل عليه ما جاء في صحيح البخاري «فلما تفرقوا أحرموا كلهم إلا أبو قتادة» ويحمل حديث «كل أمتي معافى إلا المجاهرون» ويحمل الشاهد رقم ٢٦٠ ويحمل قول أبي نواس في الأمين:

يا خير من كان ومن يكون ... إلّا النّبيّ الطّاهر الميمون

وقد حمل الجمهور ذلك على أن إلا بمعنى لكن، والمرفوع مبتدأ خبره محذوف، وتقدير ذلك في بيت أبي نواس: لكن النبي الطاهر الميمون لست خيرا منه.

(١) سورة البقرة، الآية: ٢٤٩.

[٢٦٠] - نسبوا هذا الشاهد للأخطل النصراني التغلبي، واسمه غياث بن غوث، والذي ذكره المؤلف عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:

وبالصّريمة منهم منزل خلق

اللغة: (الصريمة) اسم مكان، وأصله المنقطع من الرمل، و (خلق) أي: بال، و (عاف) أي: دارس مندثر، و (النؤي) - بوزن قفل وحمل وفلس وصرد - نهير صغير يحفرونه حول الخيمة ليمنع السيل عن دخولها.

الإعراب: (بالصريمة) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (منهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من منزل الآتي الواقع مبتدأ على ما هو مذهب سيبويه، وكان أصل الجار والمجرور صفة للمنزل فلما تقدم عليه جعل حالا؛ لأن الصفة لا تتقدم على الموصوف، ولا مانع من تقدم الحال على صاحبه، أو الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور الواقع خبرا، وهذا الضمير عائد على منزل وهذا متعين على مذهب الجمهور الذين لا يجوزون مجيء الحال من المبتدأ (منزل) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة (خلق) نعت لمنزل مرفوع بالضمة الظاهرة (عاف) صفة ثانية لمنزل، مرفوعة بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين (تغير) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المنزل، والجملة من الفعل الماضي وفاعله في محل رفع صفة ثالثة لمنزل (إلا) أداة استثناء حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (النؤي) بدل من الضمير المستتر في تغير، وبدل المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (والوتد) الواو حرف عطف، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، =