[للحال أربعة أوصاف]
  وبذكر الفضلة الخبر في نحو: «زيد ضاحك».
  وبالباقي التمييز في نحو «للّه درّه فارسا» والنعت في نحو: «جاءني رجل راكب» فإنّ ذكر التمييز لبيان جنس المتعجّب منه، وذكر النعت لتخصيص المنعوت، وإنما وقع بيان الهيئة بهما ضمنا لا قصدا.
  وقال الناظم:
  الحال وصف فضلة منتصب ... مفهم في حال كذا ...
  فالوصف: جنس يشمل الخبر والنعت والحال، وفضلة: مخرج للخبر، ومنتصب(١). مخرج لنعتي المرفوع والمخفوض، ك «جاءني رجل راكب» و «مررت برجل راكب» ومفهم في حال كذا: مخرج لنعت المنصوب ك «رأيت رجلا راكبا» فإنه إنما سيق لتقييد المنعوت؛ فهو لا يفهم في حال كذا بطريق القصد، وإنما أفهمه بطريق اللزوم.
  وفي هذا الحد نظر؛ لأن النّصب حكم، والحكم فرع التصور، والتصور متوقّف على الحد، فجاء الدّور.
[للحال أربعة أوصاف -]
  فصل: للحال(٢) أربعة أوصاف:
= نحو قولك (جاءني زيد يضحك) فإنه في قوة قولك: جاءني زيد ضاحكا، وكالظرف والجار والمجرور في نحو قولك (لقيت زيدا عندك، أو في دارك).
(١) قد تأتي الحال مجرورة بحرف جر زائد، وقد مثلوا لذلك بقراءة من قرأ ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك أولياء من الآية ١٨ من سورة الفرقان - ببناء (نتخذ) للمجهول، فإن (أولياء) حال وهو مجرور بمن زائدة، والتقدير: أن نتخذ من دونك أولياء، ومثل ذلك قول الشاعر:
فما رجعت بخائبة ركاب ... حكيم بن المسيّب منتهاها
تقديره: فما رجعت خائبة ركاب - إلخ.
(٢) المراد في هذا المقام الحال من حيث هي، أي بقطع النظر عن كونها مؤسسة أو مؤكدة، فلا يقال: إن كلام المؤلف في خصوص الحال المؤسسة لأنه قال في أول =