أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[للحال أربعة أوصاف]

صفحة 261 - الجزء 2

  أطول من رجليها» ف «يديها»: بدل بعض، و «أطول»: حال ملازمة.

  الثالثة: نحو: {قائِماً بِالْقِسْطِ}⁣(⁣١)، ونحو: {أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا}⁣(⁣٢)، ولا ضابط لذلك، بل هو موقوف على السماع، ووهم ابن الناظم فمثل بمفصّلا في الآية للحال التي تجدّد صاحبها.

  الثاني: أن تكون مشتقّة لا جامدة، وذلك أيضا غالب، لا لازم.

  وتقع جامدة مؤوّلة بالمشتق في ثلاث مسائل:

  إحداها: أن تدلّ على تشبيه، نحو: «كرّ زيد أسدا» و «بدت الجارية قمرا، وتثنّت غصنا» أي: شجاعا ومضيئة ومعتدلة⁣(⁣٣)، وقالوا: «وقع المصطرعان عدلي


= وهو ما كان الدال على التجدد هو العامل أيضا لكن المتجدد والمحدث وصف من أوصاف صاحبها، ومثاله قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا} فمفصلا حال من الكتاب، والكتاب قديم فلا يوصف بتجدد وحدوث، لكن نزوله على الرسول حادث، واعتبار هذه الآية مما دل على تجدد صاحبها على الوجه الذي شرحناه مما وافقنا فيه ما ذهب إليه ابن الناظم، والمؤلف لم يعتبره هنا منه.

(١) سورة آل عمران، الآية: ١٨.

(٢) سورة الأنعام، الآية: ١١٤.

(٣) ومثل ذلك قول الشاعر (وهو أبو الطيب المتنبي):

بدت قمرا، ومالت غصن بان، ... وفاحت عنبرا، ورنت غزالا

وقول هند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية بن أبي سفيان:

أفي السّلم أعيارا جفاء وغلظة ... وفي الحرب أشباه النّساء العوارك

ومنه قول رجل من أصحاب أبي السبطين علي بن أبي طالب:

فما بالنا أمس أسد العرين؟ ... وما بالنا اليوم شاء النّجف؟

ومنه قول جرير من قصيدة يهجو الأخطل:

مشق الهواجر لحمهنّ مع السّرى ... حتّى ذهبن كلاكلا وصدورا

وتقدير هذه الأحوال بالمشتق يحتمل وجهين، الأول أن تقدر قبل الاسم الجامد كلمة لا تتعرف بالإضافة نحو (مثل) فتجعلها حالا، وتقدر أنها كانت مضافة إلى هذا الاسم الجامد، ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، أي بدت مثل قمر ومالت مثل =