أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الحال

صفحة 276 - الجزء 2


= وهو أول أبيات أربعة رواها أبو علي القالي في أماليه (٢/ ١٩٠ الدار) ورواها أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في ديوان الحماسة (التبريزي ١/ ١٣٠ بتحقيقنا) وبعده:

فلقد أراني للرّماح دريئة ... من عن يميني مرّة وأمامي

حتّى خضبت بما تحدّر من دمي ... أكناف سرجي أو عنان لجامي

ثمّ انصرفت وقد أصبت ولم أصب ... جذع البصيرة قارح الإقدام

اللغة: (لا يركنن) تقول: ركن فلان إلى فلان يركن - مثل دخل يدخل، ومثل علم يعلم وهي أشهرهما، ومثل فتح يفتح بالتداخل على أن الماضي من الأولى والمضارع من الثانية، ولا يسوغ أن تكون أصلية لأن من شرط باب فتح أن تكون عينه أو لامه حرف حلق (الإحجام) مصدر (أحجم الرجل عن الشيء) إذا نكص عنه وتأخر ولم يقدم عليه (يوم الوغى) الوغى في الأصل: صوت النحل وما أشبهه، ثم استعمل في الصوت والجلبة مطلقا، ثم استعمل في الحرب لما تشتمل عليه من جلبة وصياح (متخوفا) خائفا، أو هو الذي يخاف شيئا بعد شيء، يعني يخاف المرة بعد المرة (لحمام) الحمام - بكسر الحاء المهملة - الموت (دريئة) أراد أراني غرضا لأصحاب الرماح يدفعون بها إليّ، وقد يكون معناه أن أصحابه يستترون به ويتقون به أعداءهم فيكون هو سترة لهم (جذع البصيرة) أراد أنه فتى الاستبصار قوي الإدراك (قارح الإقدام) أصل القارح من الحيوان الذي بلغ النهاية من السن، وهم لا يعدون سنا بعد القارح، ومراده أنه لا يحتاج إلى تهذيب ولا تأديب كما لا يحتاج الجذع إلى رياضة وتذليل، وأن إقدامه قد بلغ النهاية كما أن القارح قد بلغ نهاية السن.

الإعراب: (لا) حرف نهي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يركنن) يركن:

فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم بلا الناهية، ونون التوكيد الخفيفة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أحد) فاعل يركن مرفوع بالضمة الظاهرة (إلى) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب (الإحجام) مجرور بإلى، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بيركن (يوم) ظرف زمان منصوب بقوله يركن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف، و (الوغى) مضاف إليه، مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر (متخوفا) حال من قوله: (أحد) الواقع فاعلا ليركن المعمول للا الناهية، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (لحمام) اللام حرف جر، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وحمام: مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار =