هذا باب الحال
  أو استفهام، كقوله:
  [٢٧٢] -
  يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى
= والمجرور متعلق بقوله: (متخوفا) الواقع حالا.
الشاهد فيه: قوله: (متخوفا) فإنه حال، وصاحبه قوله: (أحد) وهو نكرة، والذي سوغ مجيء الحال من النكرة وقوع هذه النكرة بعد النهي الذي هو شبيه بالنفي.
[٢٧٢] - نسب ابن مالك هذا الشاهد إلى رجل من طيئ، ولم يسمه، وهذا الذي أنشده المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
لنفسك العذر في إبعادها الأملا
اللغة: (يا صاح) أصله يا صاحبي، فرخم بحذف آخره - وهو الباء - واكتفى بالكسرة للدلالة على ياء المتكلم (حم) فعل ماض مبني للمجهول - ومعناه قدر وقضي وهيئ سببه (عيش) أراد بالعيش هنا الحياة (باقيا) أصل الباقي الذي لا يفنى ولا يزول ولا ينفد، ويطلق على ما يطول أمده وتتمادى مدته، وأراد ههنا المعنى الأول، أو أراد المستقر الهادئ الذي لا يشوبه كدر ولا يعتريه تنغيص (فترى) هي هنا بمعنى تعلم (العذر) بضم فسكون - بمعنى المعذرة، وهي كل ما يتعلل به (الأمل) هو ترقب الشيء وانتظاره، وأراد بإبعاد الأمل شدة حرصه على الدنيا وعمله المتواصل لها دون أن يفكر في شأن الآخرة أو يعمل لها.
المعنى: يستفهم استفهاما إنكاريا عما إذا كان قد قضي لأحد من الناس قبل المخاطب أن تدوم له الدنيا أو يعيش فيها عيشة مستقرة لا يشوبها كدر، فيكون ذلك عذرا لمخاطبه في أن يتكالب على حطام الدنيا الفاني.
الإعراب: (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (صاح) منادى مرخم، وأصله يا صاحب، فإن قدرناه منقطعا عن الإضافة فهو مبني على ضم الحرف المحذوف لأجل الترخيم في محل نصب (هل) حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (عيش) نائب فاعل حم مرفوع بالضمة الظاهرة (باقيا) حال من عيش الواقع نائب فاعل لحم التالي لحرف الاستفهام الإنكاري الذي بمعنى حرف النفي (فترى) الفاء فاء السببية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ترى: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (لنفسك) اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، نفس: مجرور باللام وعلامة جره =