أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الحال

صفحة 289 - الجزء 2

  وقولك: «ليت هندا مقيمة عندنا» أو عاملا آخر عرض له مانع⁣(⁣١)، نحو:

  «لأصبر محتسبا» و «لأعتكفنّ صائما» فإن ما في حيّز لام الابتداء ولام القسم لا يتقدم عليهما.

  ويستثنى من أفعل التفضيل ما كان عاملا في حالين لاسمين متّحدي المعنى أو


= الجاف من قلوب الطير، يريد أنها كثيرة الاصطياد للطير، وأنك تجد عند عشها قلوبا كثيرة من قلوب الطير، بعضها لا يزال رطبا فهو كالعناب، وبعضها قد جف فهو كالحشف البالي.

الإعراب: (كأن) حرف تشبيه ونصب (قلوب) اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف و (الطير) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (رطبا) حال من اسم كأن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (ويابسا) الواو حرف عطف، يابسا: معطوف على قوله رطبا منصوب بالفتحة الظاهرة (لدى) ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو متعلق بمحذوف حال من قلوب الطير، وهو مضاف ووكر من (وكرها) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. ووكر مضاف وضمير الغائبة العائد إلى العقاب مضاف إليه مبني على السكون في محل جر (العناب) خبر كأن مرفوع بالضمة الظاهرة (والحشف) الواو حرف عطف، الحشف: معطوف على العناب (البالي) نعت للحشف مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

الشاهد فيه: قوله: (رطبا ويابسا) فإنهما حالان من (قلوب الطير) والعامل في الحالين وصاحبهما هو قوله (كأن) وهو حرف متضمن معنى الفعل دون حروفه، فإن معناه أشبه، ولا يجوز في مثل هذه الحال أن تتقدم على عاملها.

ولا يخفى عليك أن جمع التكسير يجوز في الضمير العائد إليه التذكير والتأنيث؛ فلا اعتراض على قوله (رطبا ويابسا).

(١) اللام التي في (لأصبر محتسبا) هي لام الابتداء، واللام التي في (لأعتكفن صائما) هي لام القسم، وكل من لام الابتداء ولام القسم له الصدارة، على معنى أنه يجب أن يكون كل منهما في أول الكلام، وعلى هذا لا يجوز أن يتقدم معمول ما اتصلا به عليهما، وبعبارة أخرى لا يجوز أن يعمل ما بعدهما في شيء قبلهما، فأصبر وأصوم كل واحد منهما فعل متصرف كان يصح أن يتقدم الحال عليهما، لكن لما اتصلت بالأول لام الابتداء وبالثاني لام القسم عرض لكل منهما عارض هو اقتران الأول بلام الابتداء واقتران الثاني بلام القسم، فمنعه هذا العارض من تقدم أحد معمولاته عليه.