أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حكمه، وبيان العامل فيه]

صفحة 318 - الجزء 2

[حكمه، وبيان العامل فيه]

  وحكم التمييز النصب، والناصب لمبيّن الاسم هو ذلك الاسم المبهم⁣(⁣١)، ك «عشرين درهما» والناصب لمبين النسبة المسند من فعل أو شبهه⁣(⁣٢)، ك «طاب


= انتصاب قوله: (ذنبا) على أنه مفعول به حقيقة، لا على نزع الخافض، قال المؤلف في مغني اللبيب: «وقد ينقل (الصوغ على زنة استفعل) ذا المفعول الواحد إلى اثنين، نحو: استكتبته الكتاب، واستغفرت اللّه الذنب» اه.

(١) لا يختلف النحاة في أن ناصب التمييز المبين لإبهام اسم غير جملة هو ذلك الاسم المبين الذي فسره التمييز، وإنما يختلفون في توجيه كون هذا الاسم الجامد قد عمل النصب، فذهب جمهورهم إلى أن هذا الاسم الجامد في نحو قولك: (اشتريت رطلا زيتا) قد أشبه اسم الفاعل المفرد في نحو قولك: (زيد ضارب عمرا) وفي نحو قولك:

(اشتريت عشرين ثوبا) أشبه اسم الفاعل المجموع في نحو قولك: (هؤلاء الضاربون عمرا) وإنما أشبه الاسم الجامد اسم الفاعل المذكور في ثلاثة أشياء: كون كل واحد منهما اسما مشتملا على ما به تمام الاسم وهو التنوين إذا كان مفردا أو النون التي تشبه التنوين وهي نون التثنية والجمع، وكون كل واحد من الاسم الجامد واسم الفاعل طالبا لما بعده، وقد علمت مرارا أن الشيء إذا أشبه الشيء جاز أن يأخذ بعض أحكامه، فهذا وجه شبه الاسم الجامد لاسم الفاعل عند هؤلاء.

وذهب قوم منهم إلى أن وجه عمل هذا الاسم الجامد النصب في التمييز هو أنه أشبه أفعل التفضيل، وقد رتب الشيخ خالد العوامل فجعلها خمس درجات، أولها الفعل لأنه يعمل بالأصالة، ثم إنه يعمل معتمدا وغير معتمد، وثانيها اسم الفاعل لأنه يعمل بالحمل على الفعل، ثم إنه لا يعمل إلا معتمدا على نفي أو شبه نفي، ثم إنه يعمل في السببي نحو (زيد ضارب ابنه) وفي الأجنبي نحو (زيد ضارب عمرا)، وثالثها الصفة المشبهة لأنها لا تعمل إلا في السببي نحو (زيد حسن وجهه) ثم إنها ترفع الظاهر نحو (زيد حسن وجهه) وترفع الضمير نحو (زيد حسن) ورابعها أفعل التفضيل لأنه يرفع الضمير باطراد، ولا يرفع الظاهر إلا في مسألة الكحل، وخامسها هذا الاسم الجامد مع التمييز، لأنه لا يتحمل ضميرا مستترا في حين أن أفعل التفضيل يتحمله.

(٢) اختلف النحاة في ناصب تمييز النسبة، فذهب سيبويه والمازني والمبرد إلى أن الناصب له هو المسند في الجملة سواء أكان هذا المسند فعلا كما في قولك: (طاب محمد نفسا) أم كان وصفا كما في قولك: (زيد كريم خلقا) ومنه مثال المؤلف (هو طيب أبوة). =