أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حروف الجر قسمان:]

صفحة 17 - الجزء 3

[وقسم يختص بالظاهر]

  (٢) وسبعة تختص بالظاهر، وتنقسم أربعة أقسام:

  ما لا يختصّ بظاهر بعينه، وهو: حتّى، والكاف، والواو، وقد تدخل الكاف في الضرورة على الضمير، كقول العجاج:

  [٢٩١] -

  وأمّ أوعال كها أو أقربا


[٢٩١] - هذا بيت من الرجز المشطور، وهو كما ذكر المؤلف للعجاج بن رؤبة، وقبل هذا البيت قوله:

خلّى الذّنابات شمالا كثبا

اللغة: الضمير المستتر في (خلى) يعود على حمار وحشي وصف الراجز أنه أراد أن يرد الماء فرأى صيادا ففر منه، و (الذنابات) اسم موضع بعينه، و (أم أوعال) هضبة معروفة (شمالا) أراد ناحية الشمال، وقوله: (كثبا) - بفتح الكاف والثاء جميعا - أي قريبا (كها) يريد مثل الذنابات في البعد؛ فالكاف للتشبيه، والضمير يعود إلى الذنابات.

الإعراب: (خلى) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حمار الوحش الموصوف بهذه الأبيات (الذنابات) مفعول به لخلى منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم (شمالا) ظرف مكان عامله خلى منصوب بالفتحة الظاهرة (كثبا) صفة لشمالا منصوب بالفتحة الظاهرة (وأم) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أم: معطوف على الذنابات، وهو مضاف و (أوعال) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (كها) الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وها: ضمير غيبة يعود إلى الذنابات مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من أم أوعال، ومن العلماء من رواه برفع أم على أنه مبتدأ وأوعال مضاف إليه، وعليه يكون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف خبر المبتدأ (أو) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (أقرب) معطوف على الضمير المجرور محلّا بالكاف، إن رويت (أم أوعال) بالرفع مبتدأ وجعلت الجار والمجرور خبرا، وهو حينئذ مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للوصفية ووزن الفعل، ومعطوف على محل الجار والمجرور إن رويت بنصب أم أوعال وجعلت الجار والمجرور حالا، وهو على ذلك منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. =