أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حروف الجر قسمان:]

صفحة 18 - الجزء 3

  وقول الآخر:

  [٢٩٢] -

  كه ولا كهنّ إلّا حاظلا


= الشاهد فيه: قوله (كها) حيث جرت الكاف الضمير المتصل، ومن شأن الكاف ألا تجر إلا الاسم الظاهر باتفاق، أو الضمير المنفصل عند جماعة من النحاة، والذي وقع في هذا البيت ضرورة من ضرورات الشعر لا يجوز للمتكلم أن يرتكبها.

قال الأعلم في شرح الشاهد الذي نحن بصدده: (الشاهد فيه إدخال الكاف على المضمر تشبيها لها بمثل؛ لأنها في معناها، واستعمل ذلك عند الضرورة) اه.

وقال النحاس: (هذا عند سيبويه قبيح، والعلة له أن الإضمار يرد الشيء إلى أصله، فالكاف في موضع مثل، فإذا أضمرت ما بعدها وجب أن تأتي بمثل، وأبو العباس - فيما حكاه لنا علي بن سليمان - يجيز الإضمار في هذا على القياس؛ لأن المضمر عقيب المظهر، وقد نطقت به العرب، وقد أجاز بعض النحويين: أنا كأنت، وأنا كإياك، ورد أبو العباس ذلك) اه.

ومن دخول الكاف على الضمير المتصل للضرورة - سوى ما ذكره المؤلف - قول أبي محمد اليزيدي اللغوي النحوي مؤدب المأمون ابن أمير المؤمنين الرشيد العباسي:

شكوتم إلينا مجانينكم ... ونشكو إليكم مجانيننا

فلولا المعافاة كنّا كهم ... ولولا البلاء لكانوا كنا

وقول الآخر:

لا تلمني فإنّني كك فيها ... إنّنا في الملام مشتركان

[٢٩٢] - هذا الشاهد من كلام رؤبة بن العجاج يصف حمارا وحشيا وأتنا وحشيات، وبعله بعلهن وهن حلائله، والبعل: الزوج، والحلائل - بالحاء المهملة - جمع حليلة، وهي الزوجة، وقبل هذا الشاهد قوله:

فلا ترى بعلا ولا حلائلا

الإعراب: (لا) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (ترى) فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (بعلا) مفعول به لترى منصوب بالفتحة الظاهرة (ولا) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، لا: حرف مزيد لتأكيد النفي (حلائلا) معطوف على قوله بعلا، منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف للإطلاق (كه) الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا =