أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب حروف الجر

صفحة 19 - الجزء 3

  وما يختصّ بالزمان، وهو: مذ، ومنذ، فأما قولهم: (ما رأيته مذ أنّ اللّه خلقه) فتقديره: مذ زمن أن اللّه خلقه، أي: مذ زمن خلق اللّه إيّاه.

  وما يختصّ بالنّكرات، وهو ربّ، وقد تدخل في الكلام على ضمير غيبة ملازم للإفراد، والتذكير، والتفسير بتمييز بعده مطابق للمعنى، قال:

  [٢٩٣] -

  ربّه فتية دعوت إلى ما


= محل له من الإعراب، والهاء ضمير غيبة يعود إلى الحمار الوحشي الموصوف في هذه الأبيات مبني على الضم في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لبعل (ولا) الواو حرف عطف، لا: حرف زائد لتأكيد النفي (كهن) جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور السابق (إلا) أداة حصر، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حاظلا) حال من قوله بعلا السابق الموصوف بالجار والمجرور الأول، وهذا الوصف هو الذي سوغ مجيء الحال منه لأنه نكرة، هذا إن جعلت ترى بصرية تكتفي بمفعول واحد، وهو الأظهر، فإن جعلت ترى علمية فقوله (حاظلا) مفعول ثان لترى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله (كه) وقوله: (كهن) حيث جر الضمير في الموضعين بالكاف.

[٢٩٣] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الخفيف، وعجزه قوله:

يورث المجد دائبا فأجابوا

اللغة: (فتية) - بكسر الفاء وسكون التاء - جمع فتى، وتقول: هو فتى بين الفتوة، والفتوة: الحرية والكرم (دعوت) أراد ناديت والدعاء والنداء بمعنى واحد، وانظر إلى قول الشاعر:

وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

(يورث المجد) المجد: الكرم، ويورثه: أي يكسبه ويخلفه (دائبا) يريد مداوما على دعائهم مجتهدا فيه، وتقول: دأب الرجل على عمله، ودأب فيه، إذا ثابر عليه واجتهد فيه.

الإعراب: (ربه) رب: حرف تقليل وجر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والهاء ضمير غيبة يعود إلى فتية المميز له المتأخر عنه مبني على الضم، وله محلان أحدهما جر برب والثاني رفع بالابتداء (فتية) تمييز لضمير الغيبة المجرور محلّا =