أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: في ذكر معاني الحروف.]

صفحة 27 - الجزء 3

  يغضي حياء ويغضى من مهابته⁣(⁣١)

[للام اثنا عشر معنى]

  وللّام اثنا عشر معنى:

  أحدها: الملك، نحو: {لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ}⁣(⁣٢).

  والثاني: شبه الملك، ويعبّر عنه بالاختصاص⁣(⁣٣)، نحو: (السّرج للدّابّة).

  والثالث: التعدية، نحو: (ما أضرب زيدا لعمرو).

  والرابع: التعليل، كقوله:

  وإنّي لتعروني لذكراك هزّة⁣(⁣٤)

  والخامس: التوكيد، وهي الزائدة، نحو قوله:

  [٢٩٥] -

  ملكا أجار لمسلم ومعاهد


(١) هذا الشاهد من كلمة يقولها الفرزدق في مدح زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد مضى ذكره في باب النائب عن الفاعل (ش ٢٢٧) وما ذكره المؤلف صدر البيت، وعجزه قوله:

فما يكلّم إلّا حين يبتسم

الشاهد هنا في قوله: (من مهابته) فإن (من) فيه حرف دال على التعليل.

هذا، وقد زاد قوم على معاني من التي ذكرها المؤلف ثامنا وهو المجاوزة كعن نحو قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} أي عن ذكر اللّه، وتاسعا هو الانتهاء نحو قولك (قربت منه) أي إليه، وعاشرا وهو الاستعلاء نحو قوله تعالى: {وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ} أي عليهم، وخرجها قوم على التضمين، وزاد قوم معاني أخر لم نجد بدّا من تركها، لما في كل واحد منها من النظر.

(٢) سورة لقمان، الآية: ٢٦.

(٣) ومنه نوع يعبر عنه باسم الاستحقاق، نحو (الويل للناكثين) و (العذاب للكافرين).

(٤) قد تقدم ذكر هذا الشاهد قريبا في باب المفعول له (ش ٢٥٣) فارجع إليه هناك.

[٢٩٥] - هذا الشاهد من كلام ابن ميادة الرماح بن أبرد، يمدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، وقد كان عبد الواحد أميرا بالمدينة، وقد روى أبو الفرج =